logo alelm
بعد ظهوره في غزة.. أسباب وأعراض الشلل الرخو الحاد

في ظل استمرار الحرب المدمرة على قطاع غزة، دقت وزارة الصحة الفلسطينية ناقوس الخطر، معلنةً عن ظهور أزمة صحية جديدة ومقلقة. فقد كشفت السجلات الطبية عن رصد 45 إصابة بمتلازمة الشلل الرخو الحاد خلال شهري يونيو ويوليو من عام 2025، في تصاعد غير مسبوق يهدد حياة أجيال المستقبل، خاصة في ظل انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية.

وتواجه الطواقم الطبية تحديًا هائلًا يتمثل في عجزها عن تحديد الطبيعة الدقيقة لهذه الحالات بسبب غياب القدرات التشخيصية المتقدمة. وتتأرجح الشكوك بين كونها إصابات بفيروس شلل الأطفال، أو بمتلازمة “غيلان باريه”، وكلاهما حالتان خطيرتان تتطلبان تدخلًا طبيًا متخصصًا، وهو ما أصبح ترفًا في ظل الظروف الراهنة.

ما هو الشلل الرخو الحاد؟

يُعرَّف الشلل الرخو الحاد بأنه متلازمة سريرية خطيرة تتميز بظهور مفاجئ لضعف وشلل في العضلات، وتستهدف بشكل أساسي الأطفال دون سن الخامسة عشرة. وهذه الحالة ليست مرضًا بحد ذاته، بل هي مجموعة من الأعراض التي قد تنجم عن مسببات متعددة، من بينها فيروسات شديدة العدوى مثل فيروس شلل الأطفال، أو اضطرابات مناعية يهاجم فيها الجسم أعصابه بنفسه، كما في متلازمة غيلان باريه. وتكمن خطورة الشلل الرخو الحاد في قدرته على التأثير على العضلات الحيوية المسؤولة عن التنفس والبلع، مما قد يؤدي إلى فشل تنفسي ووفاة.

أسباب رصد الشلل الرخو الحاد في غزة

وتربط السلطات الصحية في غزة بشكل مباشر بين هذا التفشي المأساوي لمرض الشلل الرخو الحاد والانهيار الكامل لمنظومة الصحة البيئية. فالظروف المعيشية الكارثية، التي تشمل تلوث مصادر المياه، وفيضان مياه الصرف الصحي في الشوارع، وتكدس أطنان النفايات، قد خلقت بيئة مثالية لانتشار الفيروسات والأمراض المعدية التي تنتقل عبر الفم والبراز أو عبر الطعام والشراب الملوث. يضاف إلى ذلك، أزمة سوء التغذية الحادة التي أدت إلى إضعاف مناعة السكان، وجعلت أجساد الأطفال على وجه الخصوص أكثر عرضة لمسببات هذا المرض الفتاك.

ووجهت وزارة الصحة نداء استغاثة إنسانيًا عاجلًا إلى العالم. ودعت المنظمات الصحية الدولية والمؤسسات الإنسانية إلى التحرك الفوري لإنقاذ ما تبقى من النظام الصحي، والمساعدة في توفير الإمكانيات اللازمة لتشخيص حالات الشلل الرخو الحاد وعلاجها. ويشكل هذا النداء محاولة يائسة لوقف تفاقم الكارثة الصحية ومنع تحولها إلى وباء يصعب السيطرة عليه.

أسباب الإصابة بمرض الشلل الرخو الحاد

تعدد الأسباب الكامنة وراء الإصابة بـ الشلل الرخو الحاد، وتتنوع بين العدوى الفيروسية والاضطرابات المناعية. ومن أبرز هذه المسببات:

فيروس شلل الأطفال: وهو فيروس شديد العدوى يهاجم الجهاز العصبي، وكان تاريخياً المسبب الرئيسي لهذه الحالة قبل انتشار اللقاحات.

فيروسات أخرى: مثل الفيروسات المعوية والغدية.

اضطرابات المناعة الذاتية: حيث يهاجم جهاز المناعة أعصاب الجسم عن طريق الخطأ، وأشهر مثال على ذلك هو متلازمة غيلان باريه والتهاب النخاع المستعرض.

وتنتقل الفيروسات المسببة للمرض غالبًا عبر الطريق الفموي-البرازي، أو من خلال تناول مياه أو طعام ملوث. يتكاثر الفيروس داخل الأمعاء، ومن هناك قد يتمكن من اختراق الجهاز العصبي، مسبباً العواقب الوخيمة لمرض الشلل الرخو الحاد.

أعراض الشلل الرخو الحاد

تتنوع أعراض الشلل الرخو الحاد بشكل كبير، ولكنها تشترك في عنصر المفاجأة والسرعة. وتتضمن العلامات التحذيرية ما يلي:

الضعف العضلي المفاجئ: فقدان القوة في أحد الأطراف أو شللها دون وجود إصابة مسبقة.

أعراض وجهية: ارتخاء في عضلات الوجه، صعوبة في حركة العينين، أو تدلي الجفون.

صعوبات في النطق والبلع: كلام غير واضح أو مشاكل في ابتلاع الطعام.

أعراض حسية: الشعور بوخز أو خدر في الأطراف المصابة.

مشاكل تنفسية: في الحالات المتقدمة، قد يؤثر الضعف على عضلات التنفس، مما يؤدي إلى فشل تنفسي يهدد الحياة.

قد يصاحب هذه الأعراض حمى أو ألم في الظهر، ويتطلب ظهورها تدخلاً طبياً عاجلاً لتحديد السبب ومنع تفاقم الضرر العصبي.

استراتيجيات العلاج والوقاية من الشلل الرخو الحاد

لا يوجد علاج موحد لجميع حالات الشلل الرخو الحاد، حيث يعتمد البروتوكول العلاجي على المسبب الرئيسي للحالة. وبشكل عام، تركز الإدارة الطبية على تخفيف الأعراض وتقديم الرعاية الداعمة، مثل:

الترطيب الكافي: ضمان حصول المريض على كمية كافية من السوائل، خاصة مع وجود حمى أو قيء، لمنع الجفاف الذي يفاقم أي مرض.

العلاج الطبيعي والوظيفي: للمساعدة في استعادة قوة العضلات وتحسين النتائج طويلة الأمد، خاصة عند البدء به مبكراً.

المتابعة المتخصصة: استشارة خبراء في طب الأعصاب والأمراض المعدية لوضع خطة علاج مناسبة لكل حالة.

أما الوقاية، فهي حجر الزاوية في مكافحة الشلل الرخو الحاد، وتعتمد بشكل أساسي على:

اللقاحات: الحفاظ على معدلات تطعيم عالية ضد فيروس شلل الأطفال هو السلاح الأكثر فعالية.

النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون.

سلامة الغذاء والماء: التأكد من طهي الطعام جيداً وتناول مياه نظيف

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| أكثر الوظائف المتوقع انكماشها بحلول 2030

المقالة التالية

إنفوجرافيك| شراكة تاريخية في منتدى الاستثمار السوري السعودي