في ظهور تلفزيوني مؤثر، أثار الفنان المصري القدير يوسف فوزي حالة من التعاطف الجماهيري الواسع، بعد أن بدت عليه بوضوح آثار معاناته الطويلة مع مرض باركنسون أو شلل الرعاش، الذي أرغمه على اعتزال الساحة الفنية قبل سنوات.
وبكلمات صادقة، عبّر فوزي عن أمنيته بأن يذكره الجمهور بالخير بعد رحيله، قائلاً بنبرة حزينة: “أنا تعبان أوي.. افتكروني بالخير لما أموت.. أي حد يشوف عمل ليا يدعي لي ويفتكرني بالخير”. وخلال اللقاء، كشف فوزي عن رغبته في توثيق مسيرته بعمل فني، محددًا بشكل خاص النجم أمير كرارة لتجسيد شخصيته. وأوضح سبب اختياره قائلاً: “بحب أمير كرارة، واشتغلنا مع بعض قبل كده، وهو فنان جميل، وكل أعماله حلوة، وبيحب الضحك جدا”.
ولم يتأخر رد أمير كرارة، الذي استقبل هذا الترشيح بتقدير كبير ومحبة، واصفًا إياه بأنه “شرف” له. وقال كرارة في رسالة دافئة وجهها للفنان القدير: “ربّنا يدّيله الصحة، دا حبيب قلبي.. الفنان يوسف فوزي أب وأخ لي وبحبه جدًا، وأتمنى تقديم سيرته الذاتية”. واستذكر كرارة موقفًا شخصيًا جمعهما يعكس طيبة فوزي قائلاً: “لم أنس زمان لما حضر كتب كتابي وكنت صغير لسّه هو بيحب كل الناس”، مؤكدًا على عمق العلاقة التي تربطهما.
ورسم الفنان القدير صورة لحياته الحالية، التي وصفها بالهادئة برفقة زوجته، لكنها لا تخلو من وطأة المرض. يقول: “أستيقظ في العاشرة صباحًا، أتناول الإفطار والدواء، لكنه مرهق جدًا ويتعبني.. بعدها أذهب إلى النادي وأجلس تحت الأشجار، لأني أحب الطبيعة”.
ويأتي هذا الهدوء الحالي بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من 150 عملاً، بدأت بفيلم إيطالي بعنوان “سندباد وخليفة بغداد”، وشملت أدوارًا بارزة أمام عمالقة الفن، مثل “الغول” و”عنتر شايل سيفه” مع عادل إمام، و”فتوة الناس الغلابة” مع فريد شوقي، و”النمر الأسود” أمام أحمد زكي، وهو الفيلم الذي شهد إصابته الفعلية خلال أحد مشاهد الحركة التي جمعهما.
هو أحد الاضطرابات العصبية التنكسية التي تحتل المرتبة الثانية بين أمراض الدماغ المرتبطة بالشيخوخة، كما أنه أعمق وأكثر تعقيدًا من مجرد أعراض حركية، إذ يؤثر على جوانب متعددة من الحواس والتفكير والصحة النفسية، وقد تبدأ علاماته التحذيرية بالظهور قبل سنوات أو حتى عقود من ظهور الرعشة المعروفة.
عند الإصابة بالمرض، تتدهور خلايا منطقة محددة في الدماغ تُعرف بـ”العقد القاعدية” بشكل تدريجي، مما يؤدي إلى خلل كبير في كيمياء الدماغ. بشكل أساسي، يحدث نقص حاد في مادة الدوبامين، وهو ناقل عصبي حيوي مسؤول عن تنظيم وتنقية الإشارات العصبية التي تتحكم في الحركة. هذا النقص هو ما يسبب بطء الحركة (Bradykinesia) والارتعاشات اللاإرادية التي تميز المرض. ومع تقدمه، يمكن أن يؤثر التدهور العصبي على وظائف دماغية أعلى، مسببًا أعراضًا تشبه الخرف والاكتئاب.
بحسب الخبراء فإن أعراض مرض شلل الرعاش تتجاوز التحكم في العضلات، وتنقسم إلى فئتين رئيسيتين:
بطء الحركة (Bradykinesia).. عرض أساسي للتشخيص، يصفه المرضى أحيانًا بضعف العضلات، لكنه في الحقيقة مشكلة في التحكم العضلي.
الارتعاش أثناء الراحة.. رعشة إيقاعية تحدث في حوالي 80% من الحالات حتى عند عدم استخدام العضلات.
التصلب أو التيبس.. سواء كان تصلبًا ثابتًا لا يتغير مع الحركة (تصلب أنبوب الرصاص)، أو تصلبًا متقطعًا مصحوبًا بالرعشة (تصلب الترس).
وضعية مشي غير مستقرة.. انحناء في الجسم مع خطوات قصيرة ومتثاقلة وتقليل في حركة الذراعين.
أعراض إضافية.. تشمل تناقص معدل رمش العين، وصغر حجم خط اليد (الكتابة الدقيقة)، وسيلان اللعاب، وتجمد تعابير الوجه (ما يشبه القناع)، وصعوبات في البلع، وضعف في نبرة الصوت.
هناك أدلة متزايدة على أن أعراضًا عديدة لا تتعلق بالحركة قد تظهر في المراحل الأولى للمرض، وتعمل كعلامات تحذيرية تسبق المشاكل الحركية بسنوات طويلة ومن بينها:
يُعد باركنسون أكثر أمراض الدماغ الحركية شيوعًا، ويقدر الخبراء أنه يصيب 1% على الأقل من سكان العالم فوق سن الستين. ويزداد خطر الإصابة به مع التقدم في العمر، حيث يبلغ متوسط عمر ظهور الأعراض 60 عامًا، وهو أكثر انتشارًا بين الذكور. ورغم ندرته، يمكن أن يظهر لدى البالغين الشباب، وغالبًا ما يكون ذلك مرتبطًا بوجود تاريخ عائلي للمرض.
من المهم التمييز بين “مرض باركنسون” ومصطلح “الباركنسونية” (Parkinsonism) الشامل، الذي يُستخدم كمظلة لوصف الحالات التي تشترك في أعراض مشابهة، والتي قد تشمل بالإضافة إلى مرض باركنسون نفسه، أمراضًا أخرى مثل ضمور الجهاز المتعدد أو تنكس القشرة القاعدية.