توصلت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Open Heart إلى أن برودة القدمين، خاصة عندما تكون كالثلج، قد تكون مؤشرًا مهمًا على الإصابة بدوالي الأوردة، وهو ما يُعد إنذارًا طبيًا لا ينبغي تجاهله.
يُعرف عن دوالي الأوردة أنها تصيب ما بين 2% و30% من البالغين، وتنتشر بشكل أكبر بين النساء، وتتمثل أبرز أعراضها في الشعور بالألم، الخفقان، الحكة، التورم، الأرق، احتباس السوائل، وأحيانًا تقرحات الساق في الحالات المتقدمة.
لكن الجديد الذي كشفته الدراسة هو أن برودة القدمين قد تكون من العلامات المبكرة أو المصاحبة لهذه الحالة الوريدية.
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات من بنك تايوان الحيوي الذي يُعد من أكبر قواعد البيانات الجينية والسكانية في آسيا، حيث شملت العينة 8782 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 30 و70 عامًا، تم رصد حالاتهم خلال الفترة الممتدة من عام 2008 وحتى 2020.
وقد تم سؤال المشاركين عن مدى شعورهم ببرودة القدمين، وثقل الأرجل، إلى جانب جمع بيانات متعلقة بعوامل أخرى مثل العمر، النظام الغذائي، نمط العمل، النشاط البدني، التدخين، الأمراض المزمنة، وغيرها.
وأظهرت النتائج أن من بين المشاركين الذين لا يعانون من فرط حساسية للبرد، 6% فقط منهم ظهرت عليهم علامات دوالي، أما في المجموعة التي تعاني من حساسية معتدلة للبرد، فكانت النسبة 9%، وارتفعت إلى أكثر من 14% في فئة فرط الحساسية الشديدة.
وجد الباحثون أن هناك علاقة وثيقة بين برودة القدمين والإحساس بثقل في الساقين، إذ أن المصابين بالدوالي كانوا أكثر عرضة بأربعة أضعاف للإبلاغ عن ثقل الساق مقارنة بغير المصابين.
كما أن أولئك الذين يعانون من برودة القدمين بالإضافة إلى الثقل، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالدوالي بنسبة تصل إلى سبعة أضعاف مقارنة بمن لم يعانوا من هذه الأعراض مجتمعة.
وفي مقارنة أخرى، تبيّن أن خطر الإصابة بالدوالي يرتفع بنسبة تصل إلى 90% لدى من يعانون من فرط حساسية معتدلة للبرد، ويصل لأكثر من ثلاثة أضعاف في حالات فرط الحساسية الشديدة، خاصةً إذا ترافق ذلك مع شعور مستمر بثقل في الساقين.
رغم هذه النتائج اللافتة، يشير الباحثون إلى أن الأطباء قد لا يعيرون اهتمامًا كافيًا لعرض مثل برودة القدمين، باعتباره عرضًا ذاتيًا وشائعًا، مما يؤدي إلى التقليل من شأنه كدلالة على وجود مشكلات وريدية أعمق، وقد دعا الباحثون إلى ضرورة إدراج هذا العرض ضمن التقييمات الطبية للأشخاص الذين يشكون من أعراض وريدية أو مشاكل في الساقين.
ويؤكد معدو الدراسة أن فهم الطيف الكامل لأعراض الدوالي – وخاصة الأعراض المتزامنة مثل برودة القدمين وثقل الأرجل – يمكن أن يُحسن التشخيص ويُسهم في الكشف المبكر عن هذه الحالة، ما يفتح الباب أمام تدخلات علاجية أسرع وأكثر فاعلية.
يمكنك أن تقرأ أيضًا:
الضباب العقلي وCOVID-19.. ما العلاقة بينهما؟