كشف خبير تغذية بريطاني عن وجبة متكاملة مكونة من ثلاثة أطباق توازن بين الفائدة الصحية القصوى والمتعة الحسية، وتختم بحلوى مفيدة.
راجع الدكتور بول بيريمان، كبير الباحثين في مركز «ليذرهيد» لأبحاث الغذاء في المملكة المتحدة، أكثر من 4000 ادعاء غذائي شائع، ليحصرها في 222 توصية فقط مدعومة بالأدلة العلمية.
وبناءً على هذه الخلاصة، وضع بيريمان تصورًا عمليًا لوجبة صحية متكاملة، لا تساوم على النكهة أو الفائدة، تستهدف الصحة الجسدية والذهنية، وتُعد مناسبة لكل من يسعى إلى نظام غذائي مستدام من دون حرمان.
يقترح بيريمان البدء بطبق «تيرين السلمون» بزيت الزيتون البكر.
السلمون غنيّ بأحماض أوميجا-3، المعروفة بقدرتها على تقليل الالتهابات وتحسين أداء الدماغ وتعزيز صحة القلب. كما يدعم هذا النوع من الأسماك القوة العضلية، ويُعد خيارًا مثاليًا للرياضيين والباحثين عن أداء بدني أفضل. من جهته، يوفّر زيت الزيتون البكر مركبات البوليفينول، التي تساهم في ضبط مستويات السكر وتحسين الهضم والمناعة.
ووفق دراسات متعددة، تُظهر هذه المركبات أيضًا قدرة محتملة على إبطاء مظاهر الشيخوخة والوقاية من أمراض مزمنة.
وفي الطبق الرئيسي، يقدّم بيريمان «طاجن الدجاج والعدس» المليء بالبروتين الحيواني والنباتي، في مزيج يدعم نمو العضلات وتقوية العظام.
وتأتي الخضراوات والبقوليات الغنية بالألياف لتكمّل الطبق، بما تحمله من فوائد في تقليل الكوليسترول وتحسين الهضم والمساعدة على الوقاية من السرطان والسكري.
ولمزيد من الفائدة، يُوصي الطبيب الإنجليزي بتناول هذا الطبق مع خبز الحبوب الكاملة، الذي يوفّر كربوهيدرات بطيئة الامتصاص، تمنح الجسم طاقة مستقرة لساعات طويلة، دون التسبب في ارتفاع سريع لمستويات السكر.
خلافًا للاعتقاد الشائع، لا تُعد الحلويات ممنوعة في النظام الصحي، شرط اختيارها بعناية. وهنا، يختار بيريمان «بلان مانجي» الزبادي الحيّ، المزيّن بالجوز.
الزبادي غنيّ بالبروبيوتيك المفيدة لصحة الأمعاء، ويحتوي على كميات عالية من الكالسيوم والبروتين الضروريين للعظام والعضلات والبشرة والشعر.
أما الجوز، فيُعد من أقوى الأطعمة المغذية، بما يحتويه من دهون صحية وأحماض أمينية ومضادات أكسدة، تساهم في تعزيز صحة القلب وتحسين الهضم وربما دعم الحالة المزاجية.
وتؤكّد هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) أهمية التنويع في الغذاء، وتناول كميات متوازنة من مختلف المجموعات الغذائية للحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية. وبهذا المعنى، تتقاطع وجبة بيريمان المثالية مع المبادئ الصحية العالمية في التوازن والتنوع وعدم التطرّف.
نعم، إذ تتكوّن الوجبة من مكونات شائعة وسهلة التحضير، ويمكن التعديل عليها لتناسب الميزانية أو التفضيلات الشخصية.
ويأمل بيريمان أن تساعد هذه الوجبة على إعادة تعريف مفهوم «الغذاء الصحي» بأنه لا يعني التضحية بالطعم أو اللجوء إلى أنظمة صارمة، بل الجمع بين اللذة والفائدة في كل وجبة.