أحيانًا ما نسمع أن شخص ما يعاني من صدمة نفسية أو ما يُطلق عليها باللغة الإنجليزية Trauma وهي حالة قد تكون مزعجة بدرجة كبيرة وتضطر صاحبها للانعزال في بعض الأوقات وتجنب التعامل والتواجد بين البشر.
وتؤدي الصدمات النفسية لشعور الشخص بعدم الأمان والعجز، وتجعله يكافح في الكثير من الأحيان مع المشاعر المزعجة والذكريات والقلق ويمكن أن تعزز من شعور عدم الثقة بالآخرين. وتتعدد أسباب الإصابة بالصدمات النفسية، كما تختلف الصدمات النفسية من نوع لآخر، فبعضها يختفي خلال أسبوعين إلى ثلاثة، فيما يستمر البعض الآخر لفترات أطول بكثير.
هناك 3 أسباب رئيسية للإصابة بالصدمة النفسية وهي:
وفي الكثير من الأحيان لا يكون الشخص ضحية مباشرة أو مستهدفًا بشكل مباشر من تلك الأحداث، وهو ما يجعل الكثيرين عُرضة للشعور بضغوط نفسية نتيجة مشاهدة صور أو أخبار لحادث تحطم طائرة أو عملية إرهابية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
هناك عدة أعراض للصدمة النفسية بعضها معنوي وبعضها جسدي وهي:
أيًا كان سبب الصدمة النفسية وموعد حدوثها سواء كان من أيام قليلة أو سنوات بعيدة، فإنه يمكن علاجها حتى يتمكن الشخص من مواصلة حياته. وعادة ما تستمر أعراض الصدمة من أيام إلى عدة أشهر، وتبدأ بعد ذلك في التلاشي وربما يتبقى لها آثارًا خفيفة مثل تذكرها من وقت لآخر أو استعادة المشاعر والذكريات المؤلمة عن التعرض لمحفز مثل ذكرى معينة ترتبط بالصدمة.
ولكن إذا وجد الشخص أن الأعراض لا تتحسن بل وأصبحت أسوأ وشعر بأنه لا يمكنه تجاوز الصدمة فيمكن أن يُعتبر ذلك “اصطراب ما بعد الصدمة” وفي الحالة التي يُصبح فيها الشخص غير قادر على استيعاب ما يحدث أو معالجة مشاعره نتيجة لاضطراب الجهاز العصبي.
وعمومًا يتعين على الناجين من أي حدث مؤلم التأقلم مع إحساس عدم الأمان حتى ولو بشكل مؤقت، وإعطاء مساحة للحزن حتى يمكن التعافي من الصدمة.
هناك مجموعة من الخطوات التي يمكن أن تساعد على تجاوز الصدمة النفسية ومنها:
عادة ما تدفع الصدمة النفسية جسم الشخص للشعور بعدم التوازن وتجعله في حالة دائمة من الإثارة المفرطة والخوف، ولذلك قد تكون الرياضة من العوامل التي تساعد إصلاح الجهاز العصبي من خلال إفراز الأدرينالين والإندروفين. ويمكن اعتماد 30 دقيقة يوميًا من الرياضة والتي تتضمن التمارين الإيقاعية مثل المشي والجري والسباحة ولعب كرة السلة والرقص. ويمكن أن يساعد أيضًا منح المزيد من الإحساس بالحركات والتركيز على حركة الجسد خلال الرياضة.
قد تدفع الصدمات النفسية الشخص للانعزال والابتعاد عن التجمعات البشرية، ولكنه أمر يزيد من صعوبة تجاوز المحنة، لذا يجب على الشخص المصاب بالصدمة تجنب العزلة وقضاء وقت كبير بمفرده ولكن لا بد من التواصل مع الآخرين ولكن مع تجنب الحديث عن الأزمة النفسية. ويوصي الخبراء بطلب الدعم من المتخصصين الذين يمكن للشخص مشاركة مشاعره معه ويمنحه فرصة للإنصات دون فرض أحكام، كما ينصح المتخصصون بالمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والتواصل مع الأصدقاء القدامى أو التطوع أو تكوين صداقات جديدة.
من خلال اعتماد إجراءات لتهدئة النفس مثل التنفس ببطء عند الارتباك أو الشعور بالانزعاج، وحماية المدخلات الحسية بالابتعاد عن الروائح والمشاهد التي تحفز ذكرى الصدمة، أو اللجوء إلى سلوكيات أخرى قد تساعد على تهدئة الجهاز العصبي مثل مداعبة الحيوانات أو الاستماع إلى الموسيقى.
من خلال الحصول على قدر كاف من النوم وتجنب الكحول والمخدرات وتناول نظام غذائي متوازن والابتعاد عن التوتر.
اقرأ أيضًا: ما هو اضطراب ما بعد الصدمة.. وكيف تكتشف الإصابة به؟