يُعد الربو من أكثر الأمراض التنفسية شيوعًا، وبينما يمكن السيطرة على أعراضه باستخدام الأدوية والعلاجات المناسبة، فإن هناك حالات قد تتفاقم فيها الأعراض، مما يهدد بتحوله إلى مرض مزمن يسبب ضررًا طويل الأمد للجهاز التنفسي.
ففي بعض الحالات، قد يتسبب إهمال الإصابة بالربو في تدهور صحة المريض على المدى الطويل، حيث يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، ويحدث هذا التحول بشكل تدريجي نتيجة التكرار المستمر لنوبات الربو، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة الرئوية وتضييق الشعب الهوائية بشكل دائم.
الربو، أو كما يُطلق عليه الربو الشُعبي، هو مرض رئوي مزمن يتسبب في تضييق وتورم الشعب الهوائية، مما يؤدي إلى صعوبة التنفس.
ويُصنف الربو إلى عدة أنواع بناءً على شدة الأعراض والمسبب الرئيسي، أحد تلك الأنواع هو الربو التحسسي، الذي يظهر نتيجة لتعرض الشخص لمواد مهيجة مثل الغبار وحبوب اللقاح ووبر الحيوانات، كما يمكن أن يحدث الربو بسبب العوامل غير التحسسية مثل التوتر، والتمارين الرياضية، أو التعرض للطقس البارد.
يتم تشخيص الربو من خلال فحص تاريخ المرض للمرضى، وقياس تدفق الهواء باستخدام أجهزة مخصصة مثل جهاز قياس التدفق الذروي. كما قد يلجأ الأطباء في بعض الأحيان لإجراء اختبارات أخرى مثل الأشعة السينية للصدر أو اختبارات الجلد للكشف عن الحساسية.
وفقًا لتقارير طبية عدة، يُعد الربو واحدًا من أكثر الأمراض التنفسية انتشارًا حول العالم، ويصيب ملايين الأشخاص، خاصة الأطفال. وقد تشير الدراسات إلى أن هذا المرض في حال لم يُعالج أو يُراقب بشكل صحيح قد يتطور إلى مرض الانسداد الرئوي المزمن، حيث أظهرت البيانات أن نحو 10% من مرضى الربو قد يُصابون بهذا المرض.
هذه النسبة قد تتزايد في حالات الربو الحاد وغير الخاضع للسيطرة، خصوصًا إذا كانت العوامل المحفزة للمرض مستمرة، ولعل السبب الرئيسي في تطور الربو إلى مرض الانسداد الرئوي المزمن يتمثل في التدخين، سواء كان التدخين التقليدي أو الإلكتروني.
كما تشير التقارير إلى أن التدخين يُلحق أضرارًا جسيمة في الشعب الهوائية الصغيرة، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية طويلة الأمد. وتُعتبر هذه العادة من أبرز عوامل الخطر التي تساهم في تفاقم الحالة.
لم يُكتشف بعد السبب الدقيق وراء إصابة بعض الأشخاص بالربو، ولكن الدراسات أظهرت أن هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض. من أبرز هذه العوامل:
تتمثل الأعراض الرئيسية للربو، في:
وقد يزداد السعال في الليل أو بعد ممارسة الرياضة. كما يمكن أن يصاحب هذه الأعراض ألم أو ضغط في الصدر.
من المهم ملاحظة أن أعراض الربو قد تختلف من شخص لآخر، فقد يعاني بعض الأشخاص من نوبات مفاجئة من الأعراض، بينما قد يظهر الآخرون أعراضًا مستمرة بأشكال متفاوتة.
أحد العوامل التي تساهم في تطور الربو هو التلوث البيئي. في العديد من الأماكن، تكون مستويات التلوث مرتفعة، مما يشكل تهديدًا كبيرًا للمرضى الذين يعانون من الربو، ويتسبب التلوث في زيادة التعرض للجسيمات الدقيقة مثل «PM2.5» و«PM10»، التي تؤدي إلى التهاب في الجهاز التنفسي، مما يُضعف قدرة الجسم على التخلص منها. ويؤثر هذا التراكم بشكل كبير على صحة الشعب الهوائية ويزيد من احتمالية تطور الربو إلى أمراض تنفسية أخرى.
بالإضافة إلى التدخين والتلوث، هنالك العديد من العوامل التي تؤدي إلى تفاقم أعراض الربو. وقد أشارت التقارير إلى أن الوقاية من هذه العوامل والتقليل من التعرض للهواء الملوث يمكن أن يسهم بشكل كبير في تحسين الحالة الصحية للأفراد الذين يعانون من الربو.
يعتمد علاج الربو بشكل كبير على الأدوية التي تُستخدم لتخفيف الأعراض والتحكم بها، ويمكن تقسيم أدوية الربو إلى نوعين رئيسيين:
كما قد يصف الأطباء أدوية بيولوجية في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج التقليدي.
من أهم خطوات الوقاية من الربو والحد من تطوره هو تجنب المثيرات التي قد تساهم في تدهور الحالة مثل التدخين، والتلوث، وبعض المواد المثيرة للحساسية. كما ينصح الأطباء بإجراء فحوصات دورية ومتابعة الأعراض بعناية لتعديل العلاج إذا لزم الأمر.