تختلف أعراض الاكتئاب من شخص لآخر، وكذلك تأثير الدواء على الحالة، لذا يتعين على الطبيب والمريض أن يراقبا الأعراض باستمرار؛ لتبين ما إذا كان العلاج ناجحًا، أو أن هناك حاجة لاستبداله بآخر.
غالبًا ما تكون مضادات الاكتئاب مفيدة في علاج أعراض الاكتئاب المتوسطة إلى الشديدة، وعادة ما يتم الجمع بينها وبين العلاج السلوكي المعرفي.
تؤثر مضادات الاكتئاب على الناقلات العصبية، وهي مواد كيميائية تستخدمها الخلايا العصبية للتواصل.
وفي الدماغ، تلعب بعض هذه المواد الكيميائية دورًا في تشكيل المزاج والعاطفة.
يعتقد الخبراء أن مضادات الاكتئاب تعمل عن طريق موازنة هذه المواد الكيميائية.
من خلال تسوية مستويات الناقلات العصبية في الدماغ، قد تساعد مضادات الاكتئاب في تخفيف بعض أعراض الاكتئاب، والتي يمكن أن تشمل الأوجاع والآلام الجسدية، والإرهاق، والشعور بالإحباط أو الحزن، وفقدان الشهية، والأرق أو القلق، ومشاكل النوم، والشعور بعدم القيمة أو اليأس، وصعوبة التركيز.
عندما يبدأ المريض بتناول مضادات الاكتئاب لأول مرة، قد تتحسن بعض هذه الأعراض في غضون أسبوعين.
في بعض الحالات قد يستغرق الأمر من 4 إلى 6 أسابيع للشعور بالتحسن عن طريق تناول الدواء المضاد للاكتئاب.
وإذا ظل المريض في معاناته من الأعراض بعد هذه الفترة من الوقت، ينبغي لتجربة علاج جديد.
في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بجرعة أعلى من الدواء الحالي، ولكن الإجراء الأكثر شيوعًا هو تجربة عقار مختلف.
وعند بدء العلاج لأول مرة، من المهم أيضًا معرفة الآثار الجانبية الشائعة.
قد يعاني أكثر من نصف الأشخاص الذين يتناولون مضادات الاكتئاب من تأثيرات معينة، بما في ذلك الصداع، والغثيان، والإسهال، والإمساك، والتعرق.
ومع ذلك، فإن وجود آثار جانبية لا يعني دائمًا أن المريض بحاجة إلى دواء مختلف.
في معظم الأحيان، تكون الآثار الجانبية خفيفة وتحدث فقط خلال الأسابيع الأولى من العلاج.
ومن الجدير بالذكر أن علاج الاكتئاب يمر بثلاث مراحل، وتشمل:
– المرحلة الحادة: من المهم متابعة الأعراض والآثار الجانبية خلالها؛ لأن الأعراض قد تكون طويلة الأمد أو الآثار الجانبية مزعجة.
– مرحلة الاستمرار: تبدأ بمجرد زوال الأعراض، والهدف خلالها مواصلة نجاح العلاج ومنع عودة الأعراض، ويمكن أن تستمر هذه المرحلة لمدة تصل إلى 9 أشهر.
– مرحلة المداومة: تمثّل العلاج طويل الأمد للأشخاص الذين عانوا من انتكاسة الاكتئاب.
المصادر:
