القهوة مشروب شائع في العالم بأكمله، فهي باختلاف أنواعها ومصادرها تعتبر مشروبًا محببًا يتمتع بفوائد لا يمكن إغفالها، البعض يعتبرها جزءًا أساسيًا لبداية يوم نشيط، لكن هل الأمر نفسه ينطبق على مرضى السكري؟
تم تشخيص أكثر من 500 مليون بالغ في العالم بمرض السكري من النوع الثاني في عام 2021، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 783 مليون بحلول 2045، وفقًا لدراسة جامعة هارفارد.
أظهرت العديد من الدراسات العلمية اهتمامًا متزايدًا بدراسة العلاقة بين القهوة وتأثيرها على خطر الإصابة بمرض السكري، لا سيما النوع الثاني منه.
ووجدت بعض هذه الدراسات نتائج مذهلة، تشير إلى أن شرب القهوة قد يكون له تأثير وقائي ملموس، حيث يقلل من احتمال الإصابة بهذا المرض المزمن.
على سبيل المثال، كشفت دراسة شملت مقدمي الرعاية الصحية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة أن الأشخاص الذين اعتادوا شرب القهوة بانتظام شهدوا انخفاضًا ملحوظًا في خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
وقد يؤثر الكافيين في القهوة على عمل الأنسولين مما يؤدي إلى ارتفاع أو انخفاض مستويات السكر في الدم، بالنسبة لفئة معينة من مرضى السكري قد يبدأ حدوث هذا التأثير عند تناول حوالي 200 مليغرام من الكافيين، أو ما يعادل 240 مليلتر من القهوة العادية.
هذه النتائج تؤكد أن الجرعة المعتدلة والمستمرة هي المفتاح، وأن القهوة ليست مجرد مشروب يومي، بل يمكن أن تكون جزءًا من نمط حياة صحي يساهم في تقليل خطر الإصابة بالسكري إذا استُهلكت بشكل مناسب.
القهوة العربية غالبًا تُحضَّر بطريقة خاصة، وتكون خفيفة من حيث المكونات (بذور البن المحمّصة بدرجة متوسطة أو عالية، أحيانًا مع الهيل)، وغالبًا بدون الكثير من السكر أو المكونات المضافة.
بعض الدراسات تشير إلى أن هناك صلة قوية بين زيادة تناول القهوة، وانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2.
بالإضافة إلى فوائد القهوة العربية في تقليل نسبة الإصابة بالسكري هي أيضًا مصدر لمضادات الاكسدة القوية والتي تساعد في تعزيز صحة القلب والشرايين وتقليل نسب الكولسترول في الجسم، كما أثبت أن للقهوة دور في الحد من الاكتئاب وتقليله، وتعزيز صحة الدماغ والوقاية من الزهايمر والسكتات الدماغية، وتعزيز عمليات الأيض وحرق الدهون في الجسم.
رغم الفوائد، هناك عدة نقاط يجب أن ينتبه إليها مريض السكري، في مقدمتها الارتفاع المؤقت في سكر الدم، حيث يُحفّز الكافيين إفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول التي قد تُسهم في رفع مستوى الجلوكوز في الدم مؤقتًا عن طريق تحفيز تفكك السكر المخزّن في الكبد وإطلاقه.
دراسات قديمة أظهرت أن استهلاك القهوة مرتين قد يضعف تحمّل الجسم للجلوكوز لدى بعض الأشخاص، خصوصًا مرضى السكري من النوع الثاني، مما يعني أن الجسم قد يستجيب ببطء للأنسولين بعد تناول وجبة عند وجود الكافيين.
ليس كل مريض سكري يتأثر بنفس الطريقة؛ بعض الأشخاص لا يلاحظون فرقًا كبيرًا، والبعض الآخر يُواجه زيادة ملحوظة في مستوى الجلوكوز بعد شرب القهوة، العوامل تشمل: مستوى التحكم في السكري، كمية الكافيين، إذا تم شرب القهوة على معدة فارغة، ونوع السكر المضاف إن وُجد.
المكونات المضافة مثل: السكر، الحليب المحلّى، الكريمة، المُحليات الصناعية أو المذاقات قد تُضيف سعرات وتؤثر على سكر الدم، حتى لو كانت القهوة نفسها سوداء أو عربية، الإضافات قد تغيّر التأثير.
الكافيين هو المركب الرئيسي في القهوة ويُعد منبهًا للجهاز العصبي، ويُحفز إفراز الأدرينالين، مما يؤدي إلى إطلاق الجلوكوز من الكبد، وهذا يمكن أن يرفع مستوى الجلوكوز في الدم مؤقتًا.
في دراسة أجريت على مرضى السكري من النوع الثاني، تبين أن الكافيين قلل قليلاً من حساسية الأنسولين، أي أن تأثير الأنسولين يصبح أقل كفاءة بشكل مؤقت.
ومع ذلك، التأثير يمكن أن يختلف حسب الجرعة: جرعة صغيرة قد لا تُحدث فرقًا كبيرًا، وإذا كانت القهوة بدون إضافات وباعتدال، فإنها غالبًا لا ترفع السكر بطريقة كبيرة أو مستديمة.
بعض الأبحاث تقترح أن الكافيين قد يُحسّن استجابة الجسم للأنسولين على المدى الطويل، خاصة إذا ما ترافق مع نمط حياة صحي، لكن الأدلة ليست قاطعة كليًا.
ما أهمية التقييس وتوحيد المعايير في تطوير الصناعات ونمو الاقتصادات؟
