سلط الانقلاب العسكري الأخير في النيجر، الضوء على الثروات التي تتمتع بها تلك الدولة، على الرغم من ارتفاع معدلات الفقر بين سكانها وهو أمر لا يعكس حجم هذه الإمكانات.
فالبلد الذي يتجاوز عدد سكانه 25 مليون نسمة، يعيش أكثر من 40% منه في فقر مدقع، فيما يعاني 350 ألف منهم النزوح.
تقع النيجر على مساحة 1.267 مليون كم مربع، تحيطها اليابسة من الجهات كافة، وتبلغ مساحة الصحراء حوالي 80% من المساحة الإجمالية للبلاد، ولكنها تحتوي في باطنها على خيرات من معادن وأحجار كريمة ونفط.
ورغم أراضيها القاحلة، إلا أن الـ 20% منها الصالحة للزراعة توفر لها عائدات تعادل 40% من ناتجها المحلي الإجمالي، البالغ 14 مليار دولار.
ويُعد اليورانيوم حجر ركيزة آخر لاقتصاد البلد، فوفق إحصاءات الرابطة النووية العالمية، تصنف النيجر على أنها سابع أكبر منتج له في العالم، بعدما أنتجت 2020 طنًا متريًا منه عام 2022، بما يعادل 5% من إنتاج التعدين العالمي.
ولكن المفارقة أن النيجر هي إحدى أفقر دول العالم، ولكنها في نفس الوقت تمد فرنسا – الدولة التي استعمرتها سابقًا – بـ 35% من احتياجتها من الطاقة النووية، إلى جانب 75% من الطاقة الكهربائية الفرنسية.
وفي عام 2011، أصبحت النيجر بلدًا منتجًا للنفط بإنتاج يومي متواضع بلغ 20 ألف برميل، قبل أن ينمو إلى 110 ألف برميل خلال العام الحالي، وفق توقعات وزارة النفط.
وتسعى السلطات في النيجر إلى استغلال احتياطاتها من النفط البالغة ملياري برميل، لترفع إنتاجها إلى 200 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2026.
ولكن التوترات الأمنية التي تشهدها باستمرار تهدد هذه المساعي، فمنذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، شهدت النيجر 4 انقلابات عسكرية ناجحة، إلى جانب عدد أكبر من المحاولات الانقلابية الفاشلة.
النيجر هي إحدى الدول الأفريقية غير الساحلية التي تقع في الصحراء الكبرى غرب القارة السمراء، وعاصمتها نيامي، وتعود تسميتها إلى نهر النيجر.
يحد الدولة من الشمال ليبيا والجزائر، ومن الجنوب نيجيريا وبنين، ومن الشرق تشاد، ومالي وبوركينا فاسو من الغرب.
معظم سكان النيجر يؤمنون بالإسلام (حوالي 90% منهم)، ويقيمون في الشرق والغرب، إلى جانب بعض السكان الذين يدينون بالمسيحية، وهي دولة علمانية.
ويتحدث السكان عدة لغات منها: الفرنسية، العربية، بودوما ، فولفولدي، غورمانشي، الهوسا، كانوري ، زرما، سونغاي، تماشق، تاساوق، تيب.
وتتنوع القبائل في النيجر ومنها لهوسا وهي أكبر مجموعة عرقية هناك، وهي أيضًا المجموعة الرئيسية في نيجيريا، إلى جانب تواجد كبير لمجموعة وزارما – سونغهاي، وكلتا المجموعتين من المزارعين المستقرين.
و تستخدم جمهورية النيجر عملة الـ “فرنك غرب أفريقي”، وهي عملة تشترك فيها 8 دول مستقلة في غرب أفريقيا.
كانت النيجر شهدت خلال اليومين الماضيين انقلابصا عسكريصا أطاح بالرئيس محمد بازوم، وعلى أثره تم إغلاق حدود النيجر وإعلان حظر تجول في البلاد، وتم تعطيل العمل في جميع مؤسسات الجمهورية، كما حذر قادة الانقلاب من أي تدخل أجنبي.
أرباح البنوك السعودية في الربع الثاني من عام 2023
ماذا بعد إنشاء المدن الذكية وكيف ستكون آثارها الاقتصادية والاجتماعية؟
