في تطور خطير يعكس تصعيدًا غير مسبوق، أعلنت إسرائيل اليوم الجمعة، أن عملية “الأسد الصاعد” أدّت إلى مقتل 10 علماء إيرانيين في مجال الطاقة النووية. وأكد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية ركزت على “تحييد” العلماء الذين يعملون على تطوير قنبلة نووية إيرانية، معتبرًا ذلك “تهديدًا وجوديًا لإسرائيل”، وذلك استمرارًا لمسلسل اغتيالات العلماء النوويين الإيرانيين.
من جانبها، نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية مقتل ثلاثة علماء بارزين في الضربات الجوية الإسرائيلية، وهم:
أحمد رضا ذوالفقاري أستاذ الهندسة النووية، محمد مهدي طهرانجي، فريدون عباسي: أحد أبرز الخبراء السابقين في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
لا تُعد حادثة اليوم استثناءً، بل تأتي امتدادًا لسلسلة طويلة من عمليات الاغتيال المنهجية التي استهدفت نخبة من العلماء النوويين الإيرانيين خلال العقدين الأخيرين، في إطار ما يُعتقد أنه استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى إبطاء أو شل قدرات إيران النووية عبر تصفية كوادرها العلمية.
بدأ هذا المسلسل في عام 2007 مع وفاة العالم أردشير حسين بور، أحد مؤسسي مركز أصفهان النووي، في ظروف غامضة وصفتها تقارير استخباراتية غربية بأنها عملية اغتيال نفذها الموساد.
ثم تصاعدت وتيرة الاستهدافات خلال الفترة ما بين 2010 و2012، حيث قُتل أربعة علماء بارزين في طهران بطرق متقاربة:
مسعود علي محمدي، أستاذ الفيزياء النووية، اغتيل عام 2010 بتفجير دراجة نارية مفخخة أمام منزله.
مجيد شهرياري، خبير التخصيب النووي، قُتل في نفس العام بقنبلة مغناطيسية زرعها مسلحون على دراجات نارية.
داريوش رضائي نجاد، المتخصص في المفاتيح عالية الجهد، سقط قتيلًا برصاصات أُطلقت عليه أمام منزله عام 2011.
مصطفى أحمدي روشن، المسؤول عن تأمين لوجستيات منشأة نطنز النووية، اغتيل عام 2012 بفعل قنبلة مزروعة في سيارته.
في نوفمبر 2020، كانت الضربة الأشد باغتيال محسن فخري زاده، الذي تصفه إسرائيل بأنه الأب الروحي للبرنامج النووي العسكري الإيراني. نُفذت العملية المعقّدة باستخدام أسلوب التحكم عن بُعد، وأثارت موجة غضب دولية.
تُظهر هذه الوقائع أن استهداف العلماء بات ركنًا ثابتًا في المواجهة غير المعلنة بين إسرائيل وإيران، حيث لا تكتفي تل أبيب بضرب المنشآت، بل تسعى إلى شل البنية البشرية للبرنامج النووي عبر اغتيالات دقيقة، غالبًا ما تُنسب للموساد، دون تبنٍ رسمي مباشر.
رغم عدم تبنيها رسميًا كل تلك العمليات، يُتهم الموساد الإسرائيلي بالوقوف خلفها، في إطار استراتيجية تهدف إلى شل تقدم إيران النووي عبر استهداف الكوادر العلمية، وليس فقط البنية التحتية.
المشهد الحالي يشير إلى تحول في التكتيك الإسرائيلي، من “حرب ظل” إلى ضربات معلنة تستهدف شخصيات رفيعة المستوى. ومع الاعتراف العلني من تل أبيب بقتل علماء، يُتوقع أن ترتفع حدة التوتر، خاصة بعد تهديد طهران بـ”رد قاسٍ ومباشر”.