أظهرت الولايات المتحدة وشركاءها في حلف شمال الأطلسي أنها منفتحة على إمكانية السماح للقوات الأوكرانية باستخدام أنظمة الأسلحة طويلة المدى التي يوفرها الغرب لضرب أهداف عسكرية روسية، وهو الأمر الذي طالبت به كييف علانية مع استمرار الحرب في عامها الثاني، فكيف يمكن إن يؤدي هذا القرار إذا ما اتُخذ إلى تغيير شكل الصراع؟
قال الباحث في الشؤون الأمريكي، إيلي يوسف: “بحسب التسريبات المتداولة في واشنطن، من المرجح أن يتواصل الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى تسوية مع رئيس الوزراء البريطاني ستارمر؛ لحل قضية السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية بعيدة المدى”.
وأضاف إيلي يوسف، في مقابلة عبر الفيديو مع برنامج هنا الرياض على قناة “الإخبارية”: “التسريبات تقوم على أن لبريطانيا وفرنسا ستسمحان لأوكرانيا باستخدام صواريخ ستورم شادو بعيدة المدى، المصنوع باستخدام مكونات تقنية أمريكية، ويحتاج لإذن الولايات المتحدة لإطلاقه”.
وتابع “يوسف”: “هذه الموافقة الجزئية تمهد الطريق أمام السماح باستخدام هذه الفئة من الصواريخ بشكل أكبر في المستقبل، حيث أن الولايات المتحدة لا ترغب في استمرار التفاهم حول هذا الموضوع لما بعد انتخاباتها الرئاسية”.
من جهته، حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الدول الغربية من اتخاذ قرار بالسماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة بعيدة المدى التي تنتجها.
وقال بوتين، إن “أي تحرك لرفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للصواريخ الغربية طويلة المدى لضرب عمق أراضي روسيا سيعتبر عملًا حربيًا”.
وأضاف بوتين إن هذا القرار سيعني أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية في حالة حرب مع روسيا.
وقال في مؤتمر صحفي يوم الخميس: “إذا كان الأمر كذلك، فمع الأخذ في الاعتبار التغيير في جوهر الصراع، سنتخذ القرارات المناسبة ردًا على التهديدات التي ستوجه إلينا”.
وأبلغ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، خلال زيارة قام بها مؤخرًا إلى كييف، أن البيت الأبيض يدرس رفع القيود بما يتماشى مع التحول الاستراتيجي الأوسع بين شركاء حلف شمال الأطلسي.
وقال بلينكين أثناء حديثه إلى جانب وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا ووزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي: “منذ اليوم الأول، كما سمعتموني أقول، قمنا بالتعديل والتكيف مع تغير الاحتياجات، ومع تغير ساحة المعركة، ولا شك لدي في أننا سنستمر في القيام بذلك مع تطور هذا الأمر”.
ووصل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى واشنطن الجمعة لإجراء محادثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن من المتوقع أن تركز على استخدام الأسلحة الغربية ضد أهداف في روسيا.
ورغم أن الولايات المتحدة عدلت سياستها للسماح بضربات محدودة عبر الحدود إلى روسيا باستخدام أسلحة تقدمها الولايات المتحدة، فإن الرئيس الأميركي جو بايدن لم يوافق بعد على استخدام أنظمة أطول مدى.
وقد أعرب مسؤولون أميركيون في السابق عن مخاوفهم من أن السماح لأوكرانيا بشن هجمات في عمق روسيا قد يؤدي إلى تصعيد الصراع.
المصادر:
