logo alelm
مطالبات بتحويله إلى معلم سياحي بارز.. ماذا يوجد في درب زبيدة؟

أولت المملكة العربية السعودية اهتمامًا كبيرًا بدرب زبيدة كونه أحد المعالم الثقافية والتاريخية البارزة، وهو أحد طرق الحج والتجارة التاريخية في المملكة العربية السعودية، ويعد درب زبيدة هو الطريق البري الذي يصل بين العراق ومكة المكرمة وكان يُعرف قديمًا بـ” طريق الحج الكوفي”.

أهمية تاريخية لدرب زبيدة

وحظى درب زبيدة بمطالبات عديدة بتحويله إلى معلم سياحي بارز لما يتمتع به من مكانة تاريخية قيمة، تعود إلى عصور ما قبل الإسلام حيث اتخذه المسافرون طريقًا للتجارة حينها، ثم أصبح فيما بعد معبرًا للحجاج والزوار القادمين من العراق وشمال شبه الجزيرة العربية إلى المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة. وعلى مر العصور، لقي درب زبيدة اهتمامًا ملحوظًا، سواء كان في العصر الإسلامي والأموي، كما ازدهر الطريق التاريخي بشكل كبير في العصر العباسي، حيث جرى بناء الكثير من المرافق والمنافع من بينها المحطات، والاستراحات، والبرك، والآبار، والسدود، بالإضافة إلى القصور، والدور.

5 محافظات يمر بها درب زبيدة

ويبلغ الطول الإجمالي لدرب زبيدة حوالي 1571 كلم بداية من العقبة شمالًا ووصولا إلى مكة المكرمة، مجتازًا الكثير من المناطق الوعرة والصحاري والأراضي السهلية، حتى يصل إلى جبال الحجاز، ويمر درب زبيدة بخمس مناطق سعودية هي؛ الحدود الشمالية، وحائل، والقصيم، والمدينة المنورة، ومكة المكرمة، ويبلغ طوله في أراضي المملكة نحو 1400 كلم، وتشغل الأراضي الحالية للمملكة 89% منه.

سبب تسمية درب زبيدة

يعود السبب وراء تسمية هذا الطريق بدرب زبيدة، إلى زبيدة بنت جعفر زوجة الخليفة هارون الرشيد؛ والتي أمرت بحفر عين ماء في مكة المكرمة كان لها دور بارز في زيادة نسبة الحركة على الطريق قديمًا، وجرى الاهتمام بها فيما بعد وافتتاح قنوات إمداد فرعية لها على طول الطريق تحت إشراف الهيئة العامة للأوقاف في المملكة العربية السعودية.

وعلى مدار السنوات الماضية اكتسب درب زبيدة أهمية كبيرة لما يمثله من واجهة تاريخية مميزة، وجرى العناية به وتطويره وتمهيد المرتفعات الجبلية به والمناطق الوعرة، بالإضافة إلى رصف بعض مساراته بالحجارة وتوفير الموارد المائية على طوله، كما تم تجهيزه للمسافرين وتحديده بالمشاعل والمنارات لإضائته وإقامة الاستراحات والمنازل لهم. كما تم اكتشاف عدد من المواقع الأثرية بدرب زبيدة من بينها، الثعلبية، زُبالا، وسميراء والربذة بالإضافة إلى مدينة فيد حيث أظهرت الكشوفات الأثرية لها شبكة دقيقة من الآبار والعيون وقنوات المياه والبرك، إضافة إلى العمارة الهندسية للقصور المحصنة والمنازل والدور والمساجد والطرق.

درب زبيدة على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي باليونسكو

في أوائل شهر فبراير عام 2022، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة المعروفة بـ”اليونيسكو”، إدراج درب زبيدة على اللائحة التمهيدية للتراث العالمي، وتم تسجيل عدد من المواقع الأثرية من كل جانب على خط سير الدرب الذي يمتد من مدينة الكوفة بالعراق إلى مكة المكرمة.

ووفقًا لما جاء في إعلان اليونسكو عبر موقعها الرسمي” تتوافق طرق الحج التاريخية الرئيسية، التي خلّفت آثارًا مهمة خلال استخدامها، تمامًا مع مفهوم السلسلة العابرة للحدود، ويشهد درب زبيدة، الذي يربط مدينة الكوفة العراقية بمكة المكرمة، على استثمارات حثيثة وطموحة في البنية التحتية، تتوافق مع طريق تاريخي ثقافي ذي قيمة عالمية استثنائية”.

وتابعت ” ترشيح الطرق العابرة للحدود الأخرى المتقاربة مع مكة المكرمة بما في ذلك الطريقان السوري والمصري المدرجان بالفعل على القائمة السعودية التمهيدية سيُبرز الأهمية الكاملة لهذه الشبكة الإقليمية العريقة التي تُسهّل الحج الإسلامي، لذا، ينبغي فهم هذا الموقع كعنصر أول في مجموعة أوسع من طرق الحج، تتبعها وحدات عابرة للحدود تُبرز آثارًا ملموسة لطرق حج إسلامية أخرى”.

ويعد هذا الترشيح الخطوة الأولى في برنامج طويل الأمد أكثر طموحا يهدف إلى إدراج طرق أخرى للحج من أجل إنشاء شبكة قوية متعددة الجنسيات للتراث العالمي لطرق الحج الثقافية الإسلامية في السنوات القادمة، ويغطي الجزء الواقع في العراق من درب زبيدة حوالي خُمس (1/5) إجمالياً طول الطريق، بينما يقع الجزء المتبقي، ويمثل أربعة أخماس (4/5) الطريق، في المملكة العربية السعودية حاليًا – بحسب اليونسكو.

ويحتوي درب زبيدة على 13 موقعًا، أربعة منها في العراق وتسعة في المملكة العربية السعودية وهم؛ الثليمية، الجميمية، الُزبالا، جزء من طريق المعبد بين بريكة العشر وبركة العرائش، فيد، النقرة – بركة الجفنية، الربذة، الخرابة، حرة رهاط.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

هل كان سوبر ماريو شيوعيًا؟

المقالة التالية

السر وراء السعادة الزوجية: أحاديث صغيرة تبني حبًا كبيرًا