يحيلنا الحديث عن تقاطع الجغرافيا بالتاريخ إلى اسم سامي المغلوث، أحد أبرز المؤلفين في مجال الأطالس التاريخية والإسلامية، ومن خلال أكثر من 22 أطلسًا، قدم المغلوث تراثًا جغرافيًا فريدًا، مزج فيه بين الدقة العلمية والسرد البصري، مما جعله مرجعًا لا غنى عنه للباحثين والمهتمين بالتاريخ الإسلامي.
ولد سامي بن عبد الله المغلوث عام 1962 في مدينة المبرز بمحافظة الأحساء، بالمملكة العربية السعودية، وتلقى تعليمه في محافظتي الأحساء والخفجي، وحصل على بكالوريوس في التربية، تخصص رئيسي في التاريخ وفرعي في الجغرافيا، مع مرتبة الشرف الثانية من جامعة الملك فيصل بالأحساء عام 1988.
بدأ المغلوث حياته المهنية كمعلم في التعليم العام، حيث عمل لمدة ثلاثين عامًا، كما شغل منصب إمام وخطيب في جامع داود المغلوث بالمبرز لمدة عقدين.
وبعد مسيرته في التعليم كمعلم وموجه، تولى منصب مستشار في الهيئة العامة للمساحة والمعلومات الجيومكانية، بالإضافة إلى عضويته في رابطة العالم الإسلامي.
تميز المغلوث بإنتاجه الغزير في مجال الأطالس التاريخية والجغرافية، حيث أصدر أكثر من 22 أطلسًا، منها: الأطلس التاريخي لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأطلس الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين، وأطلس تاريخ الدولة الأموية، وأطلس تاريخ الدولة العباسية، وأطلس تاريخ الدولة العثمانية، وتُرجمت هذه الأطالس إلى عدة لغات، مما ساهم في نشر المعرفة التاريخية الإسلامية على نطاق واسع.
وتميّز أسلوب سامي المغلوث بالدقة الشديدة في توثيق المواقع التاريخية، معتمدًا على مصادر تراثية معاصرة، إلى جانب استخدام تقنيات حديثة في التصميم والإخراج.
وتقديرًا لإسهاماته المتميزة، حصل المغلوث على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لعام 2025، تقديرًا لدوره في توثيق التاريخ الإسلامي ونشره بأسلوب علمي مبسط.
ويحمل سامي المغلوث عضوية عدد من الجمعيات الجغرافية الدولية، وشارك في مؤتمرات علمية خارج المملكة لعرض تجاربه في تصميم الأطالس، وله مساهمات إعلامية محدودة لكنه يفضل العمل خلف الكواليس، ويُعرف بامتلاكه أرشيفًا ضخمًا من المخطوطات والخرائط التاريخية النادرة التي جمعها على مدى عقود.
وأثرت أعمال المغلوث في تعزيز الوعي التاريخي والجغرافي لدى القراء، حيث قدم معلومات موثقة مدعومة بالخرائط والرسوم التوضيحية، مما جعل من أطالسه أدوات تعليمية قيمة في المدارس والجامعات.