الذكاء الاصطناعي قد يخفض عدد سكان العالم إلى 100 مليون بحلول عام 2300!

نوفمبر ٢٦, ٢٠٢٥

شارك المقال

الذكاء الاصطناعي قد يخفض عدد سكان العالم إلى 100 مليون بحلول عام 2300!

توقع خبير تقني أمريكي أن يشهد العالم انخفاضًا هائلًا في عدد سكان الأرض، ليصل إلى 100 مليون نسمة فقط بحلول عام 2300، بانخفاض مذهل عن التقديرات الحالية التي تبلغ نحو ثمانية مليارات نسمة. وأرجع الخبير هذا الانخفاض المتوقع إلى انتشار الذكاء الاصطناعي ليصبح حاضرًا في كل جانب من حياتنا اليومية، مؤكدًا أن التأثير لن يكون مقتصرًا على التكنولوجيا وحدها، بل سيمتد ليشمل المجتمع والاقتصاد بشكل شامل.

وقد أدلى بهذا التوقع سوبهاش كاك، أستاذ علوم الحاسوب في جامعة أوكلاهوما ستيت، موضحًا أن الانهيار السكاني لن يحدث نتيجة كارثة نووية أو سيناريو "ترميناتور" الخيالي، بل من خلال استبدال الذكاء الاصطناعي للوظائف البشرية على نطاق واسع، ما سيؤدي إلى تغييرات جذرية في سوق العمل وأسلوب حياة البشر.

وقال كاك لمجلة نيويورك بوست: "سيكون هذا كارثيًا على المجتمع والمجتمع العالمي. أعتقد أن الناس ليس لديهم أدنى فكرة عن ما هو قادم".

وأضاف: "الكمبيوترات أو الروبوتات لن تكون واعية أبدًا، لكنها ستؤدي حرفيًا كل ما نقوم به، لأن معظم ما نقوم به في حياتنا قابل للاستبدال".

وأشار بذلك إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يغيّر بشكل جذري الطريقة التي نعيش ونعمل بها، ويعيد تشكيل بنية الاقتصاد والمجتمع العالمي بالكامل.

ويرى سوبهاش كاك، مؤلف كتاب "عصر الذكاء الاصطناعي"، أن معدلات الولادة العالمية ستشهد انخفاضًا كبيرًا في المستقبل، نتيجة تردد الناس في إنجاب أطفال من المحتمل أن يجدوا صعوبة في الحصول على وظائف في عالم تُسيطر فيه الآلات والذكاء الاصطناعي على معظم الأعمال. وأوضح أن هذا التوجه قد يؤدي إلى ضربة مدمرة للسكان العالميين على المدى الطويل.

وحذر قائلاً: "هناك ديموغرافيون يشيرون إلى أنه نتيجة لذلك، قد ينهار عدد سكان العالم، وقد ينخفض إلى 100 مليون فقط على كوكب الأرض بحلول عام 2300 أو حتى 2380".

واستشهد كاك بما يحدث في دول مثل أوروبا والصين واليابان وكوريا الجنوبية، حيث لوحظ انخفاض واضح في أعداد السكان خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يدعم توقعاته بشأن تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على التركيبة السكانية العالمية.

وختم كاك حديثه بالقول: "لا أقول إن هذه الاتجاهات ستستمر بالضرورة، لكنها من الصعب جدًا عكسها، لأن لدى الناس أسبابًا متعددة لإنجاب الأطفال، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية".

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي قد يعمّق هذه التحديات الديموغرافية إذا لم تُتخذ إجراءات مناسبة لضمان توازن بين التطور التكنولوجي واستدامة المجتمعات البشرية.

الذكاء الاصطناعي والوظائف

تؤكد تصريحات سوبهاش كاك حول سيطرة الذكاء الاصطناعي على الوظائف ما قاله أيضًا داريو آمودي، الرئيس التنفيذي لشركة أنثروبيك، الذي حذر مؤخرًا من أن 50% من الوظائف المكتبية للمبتدئين قد تُلغى خلال السنوات الخمس المقبلة، نتيجة الاعتماد المتزايد على تقنيات الذكاء الاصطناعي في أداء المهام الروتينية.

وقال آمودي: "نحن، كمطوري هذه التقنية، لدينا واجب ومسؤولية في أن نكون صادقين بشأن ما هو قادم. لا أعتقد أن الناس يدركون ذلك." وأضاف أن الحكومات حول العالم تقلل من شأن هذا التهديد المحتمل، ما يجعل المجتمعات غير مستعدة للتغيرات الكبيرة التي قد تحدث في سوق العمل.

وأشار آمودي إلى أن معظم الحكومات غير مدركة تمامًا لما سيحدث في المستقبل القريب، وقال: "قد يبدو هذا جنونًا، والناس ببساطة لا يصدقون الأمر".

ولفت أيضًا إلى أن الحكومة الأمريكية لم تناقش هذه القضية علنًا، خوفًا من رد فعل العمال الذين قد يصابون بالذعر، أو من أن يؤثر ذلك على قدرة البلاد في سباق الذكاء الاصطناعي مع الصين، معتبرًا أن هذه المخاطر تُظهر الحاجة الملحة لـ استعداد مجتمعي وسياسات حكومية فعّالة لمواجهة التحولات الكبيرة في سوق العمل.

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech