ملوك الكريبتو.. المهيمنون على ثروات العملات المشفرة

نوفمبر ٢٥, ٢٠٢٥

شارك المقال

ملوك الكريبتو.. المهيمنون على ثروات العملات المشفرة

ينظر كبار المستثمرين وقادة الأعمال إلى الثروات المتراكمة في عالم العملات المشفرة كمسرح لتطورات اقتصادية هائلة، حيث تظهر هيمنة مطلقة للمؤسسين الأوائل على النصيب الأكبر من هذه الثروات.

يشير هذا المشهد إلى تحول جذري في نظرة كبار المستثمرين والسياسيين تجاه الأصول الرقمية، فقد تخلت شخصيات كانت تعتبرها يومًا "أداة لغسيل الأموال" أو مجرد "فقاعة"، عن تشكيكها لتنضم إلى صفوف الداعمين.

هيمنة مؤسسي العملات المشفرة

يظهر تحليل ثروات الكريبتو تركزًا كبيرًا للثروة في أيدي المؤسسين الأوائل ومالكي العملات الأصلية.

يتصدر هذه القائمة المؤسس المجهول لعملة البيتكوين، ساتوشي ناكاموتو، حيث لا يزال يمتلك مخزونًا لم يُمَسّ من حوالي 1.1 مليون عملة بيتكوين، وهي ثروة قُدرت بأكثر من 125 مليار دولار أمريكي، ما يمثّل حوالي 5% من إجمالي العملة المتاحة.

وتشير التقديرات أن ثروة تشانغبينغ، مؤسس "بينانس" المرتبطة بعملات "BNB" قد بلغت ذروتها قرب 73 مليار دولار.

وجاء الجزء الأكبر من ثروته من عملات "BNB" التي تم صكها قبل أن تصبح "بينانس" أكبر منصة تداول في العالم.

بالمثل، تجاوزت ثروة جيد ماكالب من عملات "XRP" الـ 27 مليار دولار، حيث حصل عليها عبر تسوية عام 2014 التي حررت له مليارات العملات.

وتبيّن الإحصائيات أن هؤلاء الثلاثة يستحوذون على أكثر من نصف القيمة الإجمالية في قائمة أغنى أثرياء الكريبتو.

ويلاحظ أن هناك قلة قليلة من الوافدين الجدد الذين انضموا إلى قائمة المليارديرات منذ عام 2024، الأمر الذي يُسلط الضوء على أن القوانين التنظيمية وجداول تحرير العملات قد حولت رأس المال الجديد نحو الأدوات الخاضعة للرقابة بدلًا من المؤسسين الأفراد.

تحول عمالقة المال من الرفض إلى التبني

شهد العقد الأخير تحولًا في مواقف أكثر الشخصيات تأثيرًا في عالم المال والأعمال، مما يعكس نضوج سوق الأصول الرقمية.

مايكل سايلور: تغيرت رؤية الرئيس التنفيذي لشركة "MicroStrategy" من التشكيك في عام 2013، حيث توقع زوال البيتكوين، وبحلول عام 2020، أصبحت شركته مالكًا رئيسيًا للبيتكوين، وصار من أشد المؤيدين لاعتمادها كأصل احتياطي للشركات.

لاري فينك: كان الرئيس التنفيذي لـ "BlackRock" يشير في عام 2017 إلى البيتكوين بأنها "مؤشر لغسيل الأموال"، لكن بحلول عام 2023، غير فينك موقفه جذريًا، حيث قدمت شركته طلبًا لإنشاء صندوق تداول فوري للبيتكوين، ووصف هذه العملة بأنها "أصل دولي" و"بديل للسلع الأخرى مثل الذهب".

إيلون ماسك: بالرغم من موقفه المختلط بسبب المخاوف البيئية، أعلنت شركة تسلا في أوائل عام 2021 شراء 1.5 مليار دولار من البيتكوين، ويظل قطب التقنية مؤثرًا كبيرًا، خاصة في دعم عملات أخرى مثل الدوجكوين.

دونالد ترامب: عكس الرئيس الأمريكي موقفه بشكل جذري، ففي عام 2019، وصف ترامب البيتكوين بأنها ليست "مالًا" وقيمتها "مبنية على الهواء الرقيق"، لكن خلال حملته الرئاسية لعام 2024، أعلن عن دعمه لأن يُصبح أول "رئيس كريبتو" أمريكي، ودعا إلى تعدين البيتكوين بالكامل في الولايات المتحدة.

دوافع تبني العملات المشفرة لدى الأثرياء

أدرك المستثمرون المخضرمون، مثل جورج سوروس وكارل إيكان، القيمة المحتملة لهذه الأصول، حيث وصفها سوروس سابقًا بأنها "فقاعة نموذجية" في 2018، لكن صندوقه بدأ تداولها في 2021.

كما تحول المستثمر كارل إيكان من وصفها بأنها "سخيفة" في 2018، إلى استكشاف استثمارات ضخمة بقيمة 1.5 مليار دولار في السوق بحلول 2021.

وترجع دوافع هذا التبني إلى عوامل تشمل:

  • البحث عن ملاذ: تعتبر العملات الرقمية الآن أصلًا شرعيًا وبديلاً للسلع التقليدية مثل الذهب.
  • الاعتراف المؤسسي: ساهمت صناديق التداول الفوري في توجيه رؤوس أموال ضخمة إلى مسارات منظمة بدلًا من المنصات الفردية.
  • توافر الرقابة: أدت القيود التنظيمية الصارمة  إلى انتقال رأس المال الجديد نحو الأدوات الخاضعة للرقابة.

ورغم ذلك، فإن الثروات في هذا المجال لا تزال مركزة بشكل كبير في أيدي المؤسسين الأوائل، لكن تظهر التحولات الأخيرة أن المشهد يتغير، حيث يبدو أن ملوك الكريبتو المستقبليين قد يكونون كيانات مؤسسية أو صناديق سيادية بدلًا من الرؤى الفردية.

الأكثر مشاهدة

أحصل على أهم الأخبار مباشرةً في بريدك


logo alelm

© العلم. جميع الحقوق محفوظة

Powered by Trend'Tech