أعلنت شركة أوبر، اليوم الخميس، عن شراكة استراتيجية ضخمة مع شركة صناعة السيارات الكهربائية لوسيد وشركة تقنية القيادة الذاتية “نورو”، بهدف نشر أكثر من 20 ألف سيارة أجرة روبوتية على مدى السنوات الست المقبلة. وتتضمن هذه الصفقة استثمارًا بقيمة 300 مليون دولار من أوبر في شركة لوسيد، في خطوة تهدف إلى تسريع تطوير ونشر أسطول من المركبات ذاتية القيادة المصممة خصيصًا لمنصة أوبر.
وقد تفاعل السوق بشكل إيجابي وفوري مع هذا الإعلان عن سيارات الأجرة الروبوتية، حيث قفز سهم لوسيد بنسبة 30% يوم الخميس، بينما ارتفعت أسهم أوبر بشكل طفيف، مما يعكس ثقة المستثمرين في هذا التحالف الثلاثي الطموح.
بموجب هذه الاتفاقية، ستتولى كل شركة دورًا محددًا ومتكاملاً. فشركة لوسيد، التي تم اختيارها لريادتها في مجال تقنية السيارات الكهربائية، ستكون مسؤولة عن تصنيع المركبات، مع التركيز على طراز “جرافيتي” الذي يتمتع بمدى قيادة يصل إلى 450 ميلًا، وهو ما يُسهم في خفض التكاليف وأوقات الشحن.
من جانبها، ستقوم شركة “نورو”، المدعومة من جوجل وصندوق سوفت بنك، بتطوير وتزويد هذه السيارات ببرنامج “نظام القيادة الذاتية من المستوى الرابع”. أما شركة أوبر، فستقوم بدمج هذه السيارات في منصتها، وستستثمر 300 مليون دولار في لوسيد، بينما ستحصل “نورو” أيضًا على استثمار بمئات الملايين من الدولارات.
تعتبر تقنية القيادة الذاتية من “المستوى الرابع” هي جوهر هذا المشروع. فهذه التقنية المتقدمة تتيح للمركبات نقل الركاب في ظروف حركة المرور والطقس العادية دون الحاجة إلى وجود سائق بشري للتحكم. ويختلف هذا بشكل جذري عن أنظمة المستوى الثاني التي توفرها شركات مثل “تسلا”، والتي لا تزال تتطلب وجود سائق بشري متيقظ خلف عجلة القيادة.
وتخطط الشركات لإطلاق أولى سيارات الأجرة الروبوتية الناتجة عن هذا التعاون في أحد المراكز الحضرية الكبرى في الولايات المتحدة خلال العام المقبل. ويجري حاليًا اختبار أول نموذج أولي للمركبة على حلبة مغلقة في ساحات اختبار “نورو” في لاس فيغاس، مما يشير إلى أن المشروع قد دخل بالفعل مرحلة التنفيذ العملي. وتأتي هذه الشراكة الجديدة بين أوبر ولوسيد في أعقاب تحالفات سابقة لشركة أوبر، أبرزها مع شركة “Waymo” المدعومة من ألفابت، والتي وسعت خدماتها لتشمل مدينتي أتلانتا وأوستن في وقت سابق من هذا العام.
من جانبه، أعرب دارا خسرو شاهي، الرئيس التنفيذي لشركة أوبر، عن سعادته بهذه الشراكة، قائلًا: “نحن سعداء بالشراكة مع نورو ولوسيد لجلب سحر القيادة الذاتية بأمان إلى المزيد من الأشخاص”.
ومن جهته، وصف مارك وينترهوف، الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة لوسيد، هذه الشراكة بأنها فرصة لشركته للتنافس في سوق “جديد تمامًا”، مؤكدًا أن لوسيد تم اختيارها بسبب ريادتها في تكنولوجيا السيارات الكهربائية. أما شركة “نورو”، فقد وصفت الصفقة بأنها “مخطط لبرنامج سيارات أجرة آلية قابل للتطبيق تجاريًا وقابل للتطوير عالميًا”.
