مع تزايد انتشار الذكاء الاصطناعي في كل جوانب حياتنا، من الطبيعي أن يشعر الطلاب، خاصة الذين يقتربون من التخرج، بالتوتر حيال تأثير التكنولوجيا على مستقبلهم المهني. وتؤكد التقديرات الاقتصادية أن حوالي 67% من الوظائف في الولايات المتحدة ستشهد نوعًا من الأتمتة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، مما يزيد من قلق الطلاب حول استعدادهم للانضمام إلى سوق العمل.
أظهرت دراسة حديثة أن أكثر من نصف الخريجين الجدد (52%) لا يعرفون ما إذا كانوا مستعدين لمواجهة سوق العمل المدفوع بالذكاء الاصطناعي. واحد من هؤلاء الطلاب هو أنوبهاف ميشرا، الذي سيتخرج في مايو 2024 من برنامج إدارة التكنولوجيا في جامعة نيويورك. على الرغم من حصوله على درجة البكالوريوس في علوم الكمبيوتر وخبرة عملية في أدوار تتعلق بالمنتجات، فإنه يشعر بعدم اليقين بشأن المستقبل بسبب التقلبات في قطاع التكنولوجيا.
ومع ذلك، يشعر ميشرا أيضًا بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يفتح فرصًا جديدة. يقول إن ظهور الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخلق وظائف جديدة، خاصة في مجال التطوير التكنولوجي. وقد لاحظ أن العديد من الشركات التكنولوجية تشكل فرقًا مخصصة لمشاريع الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى زيادة فرص العمل للأشخاص ذوي المهارات التقنية المطلوبة.
كيف يمكن للطلاب التحضير لسوق العمل الذي يتأثر بالذكاء الاصطناعي؟ وهنا بعض النصائح من خبراء الصناعة:
تشير دانييلا “داني” كابسترانو، مؤسس ومدير شركة DCAP MEDIA LLC، إلى أهمية بناء “روابط” مهنية داخل الشركات. قد يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في عملية التوظيف لتصفية المرشحين، مما يعني أنك قد تكون غير ملاحظ حتى لو كانت مهاراتك مناسبة. لذا، فإن العثور على شخص داخل الشركة يمكنه تقديم توصية أو إرشاد يمكن أن يكون ذا فائدة كبيرة.
ينصح الخبراء الطلاب بالتعرف على أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في الصناعات التي يهتمون بها. يمكن أن يكون بدء التعامل مع أدوات مثل ChatGPT أو Otter.ai طريقة جيدة لاكتساب بعض المعرفة. التعرف على “هندسة الحوافز” (Prompt engineering) يمكن أن يكون مفيدًا، حيث إنه جزء مهم من استخدام الذكاء الاصطناعي بفعالية.
في حين أن المهارات التقنية مهمة، فإن الشركات تبحث بشكل متزايد عن المهارات الناعمة مثل التواصل وحل النزاعات. لذلك، يجب على الطلاب العمل على تطوير هذه المهارات من خلال التدريب والخبرات العملية.
حتى قبل التخرج، يمكنك بدء بناء سمعة جيدة من خلال تقديم المساعدة للآخرين. قد يكون ذلك عن طريق تقديم المشورة المهنية، أو مساعدة الزملاء في كتابة السيرة الذاتية، أو المشاركة في العمل التطوعي. هذا يمكن أن يساعدك على بناء شبكتك المهنية ويزيد من فرصك في العثور على الفرص المناسبة.
الذكاء الاصطناعي ليس بالضرورة عدوًا، ولكنه أداة يمكن استخدامها بشكل جيد أو سيئ. التعامل مع سوق العمل في عصر الذكاء الاصطناعي يتطلب مرونة وانفتاحًا على التعلم. لا تنسَ أن تكون نفسك وتركز على ما يميزك، لأن الأصالة هي ما يمكن أن يجعلك تبرز في سوق العمل المليء بالتحديات.