دائمًا ما يشتهر الأثرياء بشدة بأنهم ابتكروا شيئًا لم يسبقهم إليه أحد، ولكن هذا الأمر لا يعد قاعدة ثابتة، فعلى مر التاريخ، أنتج علماء ومبدعون ابتكارات استفاد منها مليارات البشر ولم يكسبوا الكثير من الأموال بسببها.
في عام 1827، بدأ الكيميائي الإنجليزي جون ووكر بيع اختراعه الجديد، والذي كان عبارة عن شرائح من الورق المقوّى مطليّة بالكبريت، ومغموسة في خليط قابل للاشتعال مصنوع من كلورات البوتاسيوم وكبريتيد الأنتيمون والصمغ العربي.
أطلق على هذا الابتكار حينها “أضواء الاحتكاك”، وسرعان ما أصبح له شعبية كبيرة، وهو الذي يعرف حاليًا باسم “أعواد الثقاب”.
أحدث “ووكر” ثورة في طريقة إشعال النار ونقلها من مكان لآخر، ولكنه لم يستمع إلى من نصحوه بتسجيل براءة الاختراع لـ “أضواء الاحتكاك”.
وفي عام 1829، بدأ صامويل جونز من لندن في بيع نفس المنتج، والذي أطلق عليه اسم “لوسيفر”، وفي غضون عقود قليلة فقط، أسّس إمبراطورية صناعية في جميع أنحاء إنجلترا، حيث افتتح مئات المصانع في جميع أنحاء البلاد لتلبية الطلب على اختراع “ووكر”.
حصل المخترع الأمريكي والتر هانت على عشرات براءات الاختراع في القرن الـ 19، ولكنه لم يجمع ثروة كبيرة من أي منها.
ابتكر “هانت” موقد التدفئة والزنبرك وقلم البحر وآلة لصنع الحبال، كما أنه أول من صنع “دبوس الأمان”، والذي باع حقوقه مقابل 400 دولار؛ لأنه كان عليه دين بقيمة 15 دولارًا.
خلال النصف الأول من القرن العشرين، كانت حلوى الجيلاتين “jell-O” واحدة من أشهر الحلويات في الولايات المتحدة، والتي حققت مبيعات ضخمة، لكن مخترعها بيرل وايت لم يحصل سوى على جزء ضئيل للغاية من الأرباح.
في عام 1897، أضاف “وايت” نكهات الفاكهة والسكر والألوان إلى الجيلاتين، فحوّله إلى حلوى قائمة بذاتها.
لم يمتلك “وايت” الطاقة أو الموارد اللازمة لتسويق منتجه الجديد، واكتفى ببيعه للأشخاص في المدينة التي كان يعيش بها، فوافق على بيع حقوقه بـ 450 دولارًا لرجل يدعى أوراتور وودوارد.
حصل هارفي بول على 45 دولارًا مقابل 10 دقائق من العمل في عام 1963، وهي صفقة جيدة في ظاهرها، ولكنها ليست كذلك بالنظر إلى حجم النجاح الذي صنعه عمله لاحقًأ.
وظّفت شركة “State Mutual Life Assurance Company” في ولاية ماساتشوستس الأمريكية، الفنان المستقل باسم هارفي بول، لإنشاء شعار “سعيد” لرفع معنويات الموظفين.
بعد بضع دقائق من العمل، ابتكر “بول” واحدة من أكثر الصور شهرة في التاريخ، والتي تمثّل الوجه المبتسم.
حقق الشعار نجاحًا فوريًا، وصنعت الشركة الآلاف من اللافتات والملصقات باستخدامه، لكنها لم تسجّل حقوق الطبع والنشر لنفسها، مما أتاح الفرصة لشقيقين من فيلادلفيا لصنع ثروة من خلال الوجه المبتسم، بعد أن أضافا له شعار “أتمنى لك يومًا سعيدًا”.
ابتكر جون بيمبترون واحدًا من أكثر المنتجات شهرة في التاريخ، وهو “كوكاكولا”، ومع ذلك، فهو لم يكسب الكثير من الأموال بسبب هذا، حيث باع حقوق اختراعه مقابل مبلغ قدره 1750 دولارًا.
عانى “بيمبترون” من إدمان المورفين لعقود من الزمن إثر الإصابات التي لحقت به في الحرب الأهلية، وفي السنوات اللاحقة، أصيب بسرطان المعدة، مما دفعه إلى بيع أسهم شركته إلى مستثمرين، ووصفة “كوكاكولا” إلى صيدلي يدعى آسا كاندلر قبل وفاته مباشرة في عام 1888.
اتجاهات العمل.. أبرز ما يميز الجيل Z عن الأجيال السابقة
