تنعي دول الكومنولث وفاة الملكة إليزابيث الثانية، التي قادت اتحاد 56 دولة منذ توليها العرش في عام 1952، المعروف بالكومنولث، لكن تهديدات انفراط الاتحاد بدأت بالفعل، بعد إعلان الجهات الرسمية في نيوزيلاندا ودولة أنتيغوا وبربودا الكاريبية، النية في الانفصال عن قيادة التاج البريطاني.
تم تأسيس الكومنولث في الأساس للحفاظ على العلاقات بين الدول التي كانت ذات يوم جزءًا من الإمبراطورية البريطانية، مع منحها في الوقت نفسه وضعًا “حرًا ومتساويًا”، أما الملكة فكانت من أشد المؤيدين للاتحاد، ويعتقد الكثيرون أن وفاتها تعني فترة تحول كبير.
لكن الكومنولث، الذي يتألف إلى حد كبير من المستعمرات البريطانية السابقة، واجه انتقادات لأصوله الإمبريالية (الاستعمارية)، مما دفع بعض الدول الأعضاء إلى إعادة النظر في علاقاتها بالمجموعة.
متجذر في الاستعمار
وُلد الكومنولث من الإمبراطورية البريطانية، مُعلنًا بذلك حقبة جديدة من الاستقلال التدريجي لمستعمراته السابقة، مع استمرار الولاء للتاج.
في خريف عام 1926، اجتمع رؤساء وزراء بريطانيا ودولها، بما في ذلك أستراليا وكندا والهند وجنوب إفريقيا، لحضور مؤتمر في لندن، واتفقوا على أن جميع الدول “متساوية في الوضع، ولا تخضع بأي شكل من الأشكال للأخرى في أي جانب من جوانب شؤونها الداخلية أو الخارجية، على الرغم من اتحادها بالولاء المشترك للتاج”.
كان وعد بلفور، كما سميت الاتفاقية، منصة انطلاق كومنولث الأمم البريطاني.
تمت صياغة الإعلان رسميًا في قانون وستمنستر الأساسي عام 1931، معترفًا بالحقوق السيادية لكندا وأستراليا ونيوزيلندا وجنوب إفريقيا وأيرلندا ونيوفاوندلاند، مع استبعاد الهند، التي كانت إمبراطورية في حد ذاتها، على الرغم من انضمامها إلى الكومنولث بعد منحها الاستقلال في عام 1947.
بعد التفكك التدريجي للإمبراطورية البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية، انضمت مستعمرات سابقة أخرى مثل سريلانكا وغانا وجامايكا إلى الكومنولث.
قالت الملكة إليزابيث في عيد الميلاد عام 1953: “الكومنولث لا يشبه إمبراطوريات الماضي، إنه مفهوم جديد تمامًا مبني على أعلى صفات روح الإنسان: الصداقة والولاء والرغبة في الحرية والسلام”.
لا تزال تناضل من أجل الاستقلال
يمكن للعضوية في الكومنولث أن تمنح البلدان، وخاصة الأصغر منها، مقعدًا سياسيًا على الطاولة، ولكن على الرغم من رسالتها المعلنة المتمثلة في الاستقلال والحكم الذاتي، فقد واجه الكومنولث انتقادات لكونه ليس أكثر من نادٍ ما بعد الاستعمار.
عندما أعلنت غامبيا انسحابها في عام 2013، نددت بالكومنولث ووصفته بـ “مؤسسة استعمارية جديدة”. (عادت إلى الانضمام في 2018 بعد انتخاب رئيس جديد).
كما أشارت ست دول كاريبية على الأقل إلى أنها تنوي إزاحة الحاكم البريطاني بصفته صاحب السيادة، بعد باربادوس، التي أزاحت الملكة إليزابيث الثانية من منصبها كرئيسة للدولة في نوفمبر 2021.
خلال زيارة إلى منطقة البحر الكاريبي في مارس من هذا العام، قوبل الأمير وليام وزوجته كيت ميدلتون باحتجاجات في بليز وجامايكا، حيث دعا الناس العائلة المالكة إلى اعتذار رسمي عن دور أسرهم في استعباد الأفارقة وطالبوا بتعويضات.
قالت أدييلا بينيت، وهي مالكة أعمال غير ربحية من جزر الباهاما، لـ Insider : “نحن نحب هذه الملكة إليزابيث بالذات، لكن عندما نجلس هناك ونكون صادقين مع أنفسنا، علينا أن نقول إن هؤلاء الناس استعمرونا.. إنهم إمبرياليون”
من المرجح أن تؤدي وفاة الملكة إلى مزيد من الأسئلة حول الكومنولث، مما يدفع بعض الدول الأعضاء إلى الابتعاد عن الرابطة، كما حدث لنيوزيلاندا ودولة أنتيغوا وبربودا الكاريبية.
حقيقة الصورة المتداولة لبكاء الملك “تشارلز” حزنًا على والدته
قدرات خارقة منسوبة للضباع.. ما مدى صحتها؟
فيديو منسوب للملكة إليزابيث ترمي فيه الطعام للفقراء على الأرض.. ما حقيقته؟