أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، بفشله في توقع هجمات 7 أكتوبر 2023 من جانب حماس على الأراضي المحتلة، مؤكدًا أنه أساء تقدير نوايا الجماعة الفلسطينية المسلحة وقلت من قدراتها.
وبحسب تحقيق أجراه جيش الاحتلال ونشرت نتائجه صحف عالمية ومحلية، فإن النتائج التي تم الإعلان عنها اليوم قد تُشكّل ضغوطًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لفتح تحقيقات أوسع للوقوف على طبيعة القرار السياسي الذي سبق الهجوم وكان سببًا في إشعال فتيل الحرب في غزة.
وبشكل عام يلقي الكثير من الإسرائيليين باللوم على عدة عوامل أدت إلى هجمات السابع من أكتوبر وليس الجيش وحده، إذ إنهم ينتقدون الاستراتيجية الفاشلة للردع والاحتواء خلال السنوات الأخيرة السابقة للهجوم، ومن بينها السماح بدخول أموال لحماس عن طريق بعض الدول إلى جانب تهميش السلطة الفلسطينية المعترف بها دوليًا والمنافسة لحماس.
وكان نتنياهو يتهرب دائمًا من الإجابة على أي سؤال يتعلق بمسؤوليته عن الأحداث الأخيرة، وكان يتحجج بانتهاء الحرب لإصدار أي تعليقات ويتجاهل دعوات تشكيل لجنة تحقيق، على الرغم من مرور 6 أسابيع على وقف إطلاق النار في غزة.
“فشل ذريع”
وصف مسؤول عسكري إسرائيلي تحدث دون ذكر اسمه لشبكة “إن بي سي نيوز” إن ما حدث في السابع من أكتوبر كان “فشلًا ذريعًا”. مؤكدًا أن الاعتقاد بأن حماس التي تولت الحكم في غزة عام 2007 لم تكن مهتمة سوى بإدارة القطاع أكثر منه بمحارية إسرائيل كان اعتقادًا خاطئًا. وأشار أيضًا إلى أن الجيش أخطأ في تقدير قدرات الجماعة المسلحة، إذ قال المسؤول إن المخططين العسكريين تصوروا أن حماس قد تتمكن في أسوأ الأحوال من شن غزو بري من ثماني نقاط حدودية. ولكن الحقيقة أن حماس كانت تمتلك أكثر من ستين طريقًا للهجوم.
وقال المسؤول إن نتائج التحقيق المعتمدة على تقييم المعلومات الاستخباراتية في أعقاب الهجوم، كشفت أن حماس سنحت لها الفرصة 3 مرات لشن هجوم على الأراضي المحتلة من إسرائيل ولكنا أرجأت ذلك لأسباب غير معروفة. ولفت المسؤول إلى أنه خلال الساعات السابقة لهجوم حماس أظهرت المؤشرات أن هناك أمرًا غير طبيعي يحدث، خصوصًا عندما قام مقاتلو حماس بتحويل هواتفهم إلى الشبكة الإسرائيلية. قائلًا إن الاعتقاد بأن حماس لا تسعى للحرب دفع المسؤولين لعدم اتخاذ إجراءات من شأنها إحباط الهجوم.
وقال المسؤول العسكري الإسرائيلي إن المعلومات الاستخباراتية تظهر أن يحيى السنوار، العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر والذي قُتل في أكتوبر الماضي، بدأ التخطيط له في وقت مبكر من عام 2017. ولم يلق التقرير باللوم على أي ضابط أو جندي بل على الجيش نفسه بما يمهد لاحتمالية إقالة كبار قادة الجيش. وقد استقال بالفعل بعض كبار الضباط، بما في ذلك رئيس الاستخبارات العسكرية السابق والجنرال الأعلى في إسرائيل، الفريق هيرتسي هاليفي، الذي سيتنحى عن منصبه الأسبوع المقبل.
اقرأ أيضًا:
الشكوك تلاحق وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحزب الله وحماس