كلما زاد التقدم العلمي والأبحاث، اكتشف العلماء أنهم لم يتوصلوا إلا للقليل من أسرار الأرض، وبين تلك الأسرار التي لم يسمع عنه الغالبية من قبل أن الأرض تنبض كل 26 ثانية، حيث تمكن علماء الزلازل في جميع أنحاء العالم من توثيق “وميض” قابل للقياس على أجهزتهم.
البداية في الستينيات
كان أول عالم اكتشف تلك الظاهرة هو “جاك أوليفر” الباحث في مرصد لامونت الجيولوجي بجامعة كولومبيا عندما قدم ورقة بحثية عام 1960، عن رصد نبضات للأرض تحدث كل 26 ثانية، مشيرًا إلى أن النبض يبدو أنه نشأ في المحيط الأطلسي الجنوبي أو الاستوائي.
وافترض “أوليفر” في بحثه فرضيتين قد يكون البض ناتجاً عنها الأولى أنه نتيجة موجات المحيط المتناثرة التي تضرب ساحل خليج غينيا، والثانية هي أنه نوع من “الهزة التوافقية” المرتبطة بالنشاط الصهاري تحت جنوب المحيط الأطلسي، ثم اكتشف لاحقًا أن النبض كان أقوى خلال أشهر الصيف في نصف الكرة الشمالي عندما يتمتع نصف الكرة الجنوبي بالشتاء.
ولم يستطع “أوليفر” اكتشاف المزيد، حيث لم يكن لديه أدوات متقدمة مثل أجهزة قياس الزلازل الرقمية، وكان عليه التعامل مع السجلات الورقية التي حدت من قدرته على معرفة مزيد من التفاصيل، وبعد 20 عاماً حاول عالم آخر يدعى “جاري هولكومب” وهو باحث في هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية استكمال المشوار، لكن جهوده لم تكلل بالنجاح.
تجدد البحث بعد 45 عامًا
عثر ” جريج بنسن” طالب الدراسات العليا في 2005 على الورقة البحثية الخاصة بأوليفر، وقرر استكمال الطريق، ثم تدخل ” مايك ريتزولر” عالم الزلازل بجامعة كولورادو، والباحث ” نيكولاي شابيرو” ليحاولوا معرفة سر النبضات وتوصلوا إلى أن أصل النبض في مكان واحد في خليج غينيا، قبالة الساحل الغربي لإفريقيا، وهو ما تم توثيقه عام 2006 في رسائل الأبحاث الجيوفيزيائية .
وأكمل الأبحاث بعدهم ” غاريت أويلر” الذي يعمل في مختبر عالم الزلازل “دوج وينز” في جامعة واشنطن في سانت لويس، ونجح أويلر في تضييق مصدر النبض إلى خليج بوني في خليج غينيا.
وتوصل أويلر أيضَا إلى أن الموجات التي تضرب الساحل هي السبب المحتمل، عندما تنتقل الأمواج عبر المحيط ، قد لا يكون لاختلاف الضغط في الماء تأثير كبير على قاع المحيط، ولكن عندما تضرب الجرف القاري، حيث تكون الأرض الصلبة أقرب إلى السطح ، فإن الضغط يؤثر على قاع المحيط، وقدم نتائجه في مؤتمر جمعية علم الزلازل الأمريكية عام 2013.
وفي العام نفسه قدم فريق من معهد الجيوديسيا والجيوفيزياء في “ووهان” بالصين بقيادة “Yingjie Xia” تفسير مختلف هو أن البراكين هي السبب في تلك النبضات، حيث ينتج بركان “أسو” في اليابان أصوات خافتة يشار إليها أحيانًا باسم “همهمة”.
الشمس تظهر في الصورة
فسر مايكل إتش ريتزوولر هو عالم رصد الزلازل الظاهرة بشكل مختلف حيث يرى أن الشمس هي السبب الرئيسي حيث تسخن الشمس خط الاستواء أكثر من القطبين، مما يؤدي بعد ذلك إلى توليد الرياح والعواصف وتيارات المحيطات والأمواج. بعد ذلك ، عندما تضرب الموجة خطًا ساحليًا ، يتم نقل الطاقة إلى الأرض.
حتى اليوم بعد 63 عاماً من اكتشاف الأرض ما زالت الأبحاث كلها قائمة عل فرضيات وتحليلات دون تقديم أدلة حاسمة، ولعل سبب التأخر ليس ضعف الإمكانيات كما كان الأمر في الماضي ولكن لأن الأمر ليس ملحًا بالنسبة للعلماء ولا يثير فضولهم بالشكل الكافي لتكريس المزيد من الجد في اتجاه كشف غموض النبضات الأرضية.
ChatGPT يستحدث ميزة لمساعدة المعلمين في كشف غش الطلاب في الواجبات
بالفيديو| “راكان”.. أول روبوت بشري تُشارك به المملكة في معرض الصحة العربي