تخضع طائرة إيرباص A380 وهي أكبر طائرة ركاب عرفها العالم، إلى عملية إعادة تدوير بعد خروجها من الخدمة.
وقبل 20 عامًا، دخلت الطائرة إلى الخدمة، إلا أن رحلتها كانت مصيرها الفشل، بسبب حجمها الكبير ومحركاتها الأربعة، وهو ما جعل تكلفة تشغيلها عبئًا على شركات الطيران، واستبدلوها بالطائرات النفاثة ذات المحركين والتي تساعد على توفير استهلاك الوقود.
الأصغر عمرًا
توقف إنتاج الطائرة في عام 2021، أي بعد 16 عامًا من ظهورها لأول مرة، وجرى وقتها إنتاج 251 طائرة فقط، وهو رقم أقل مما كان مخططًا له عند بداية الإنتاج.
وتُعتبر A380 الطائرة الأصغر عمرًا التي يتم إخضاعها لإعادة التدوير، إذ أن الطائرات من هذا النوع من المفترض أن تعمل حتى 25 عامًا قبل أن يتم إيقافها، وفق محلل الطيران في شركة الاستشارات IBA، جيف فان كلافيرين.
وهناك عدد قليل من الشركات لديها خبرة في عملية إعادة تدوير طائرات الركاب ذات الحجم الكبير، وتُعد Tarmac Aerosave هي الأكثر خبرة في هذا المجال، إذ تمكنت من إعادة تدوير 300 طائرة منذ إنشائها في عام 2007.
وأعادت الشركة التي تمتلكها شركة إيرباص بشكل جزئي، تدوير 6 طائرات A380، فيما تعمل حاليًا على مشروع آخر ستنتهي منه بحلول مارس المقبل.
ويقول كلافيرين، إن عملية إعادة تدوير الطائرة ليست سهلة، خصوصًا وأن سوق الأجزاء محدودة نسبيًا.
ولكنه في نفس الوقت يرى أن العمل في هذه الطائرة قد يكون أسهل من طائرات أخرى مثل A350 أو Boeing 787، بسبب أن هيكلها مصنوع من الألومنيوم، بحيث يلائم عملية التخلص من هيكل الطائرة عن طريق التقطيع أو الدفن أو التخزين.
عملية مُعقدة
إعادة التدوير في الطائرات تشبه تلك التي نقوم بها في المنزل، من خلال إعادة استخدام المكونات المختلفة وإطالة عمرها، بحسب مدير المبيعات في Tarmac، ليونيل روك.
وتبدأ العملية بإزالة القطع التي يمكن الاستعانة بها في طائرات أخرى، مثل المحركات ومعدات الهبوط وبعض إلكترونيات الطيران، ويتم بيعها مع متابعة حالتها لضمان صلاحيتها للطيران.
وبالنسبة لقطع غيار A380، فيتم استخدامها كبديل احتياطي لمكونات الطائرات الحالية من نفس النوع، أو منحها للمدارس لتعليم الميكانيكيين الجُدد عليها، وفق روكس.
بمجرد الانتهاء من هذه المرحلة التي تستمر لأسابيع، يأتي دور إدارة النفايات، إذ تحصل على المعادن من ألومنيوم ونحاس وتيتانيوم، لإعادة استخدامها في أغراض أخرى.
وتحتاج هذه المرحلة التي تستمر لأشهر، إلى إمكانات مختلفة من أمكن واسعة وأدواتك مخصوصة، بسبب الكم الكبير من المعادن التي تصل إلى 120 طن ألومنيوم، إلى جانب بيئة عمل مناسبة لتلافي الأخطار من عمل الأشخاص فوق سطح الطائرة المرتفع.
وتسعى Tarmac من وراء هذه العملية إلى استعادة أكثر من 90% من وزن الطائرة، والبقية ستكون عبارة عن نفايات لا يمكن إعادة تدويرها.
وعن التكلفة، يقول روكس، إن الأمر مرهون بعدد الأجزاء التي لا بد من إزالتها من الطائرة، كما أنه بتعلق بمتطلبات العميل.
الأجزاء المميزة
وبعيدًا عن التقطيع وصهر المعادن، توجد طُرق أخرى يتم من خلالها إعاة تدوير الطائرات من خلال استخراج قطعها وبيعها على أنها قطع للتزيين، مثلما حدث في طائرة الإمارات A380 السابقة.
وكان لمحبي الطيران الفرصة لاقتناء قطع حقيقة كانت جزءًا من طائرة حقيقية في الماضي، والتي شملت الأبواب وعلامات الخروج وأحزمة الأمان والمصابيح والستائر والمقاعد وأجزاء من المحركات.