نوقشت فكرة العمل لمدة 4 أيام أسبوعيًا لاستعراض الإيجابيات والسلبيات لسنوات عديدة، لكن دراسة بريطانية تضيف إلى هذه المناقشات بيانات جديدة.
هذه الدراسة التي بدأت الصيف الماضي، هي جهد مشترك بين مراكز بحثية وعلماء في جامعات كامبريدج وأكسفورد.
شملت الدراسة أكثر من 70 شركة و3000 موظف، تدفع الشركات رواتبهم كاملة مع تقليل ساعات عملهم من 40 أسبوعيًا إلى 32 ساعة.
وتراقب الدراسة مقاييس مثل الإنتاجية، والإرهاق، والإجازات المرضية، واستقالة الموظفين؛ للتحديد بدقة ما إذا كان نظام العمل 4 أيام يمكن أن يكون نموذجًا قابلًا للتطبيق على المدى الطويل، وذلك من منظور إداري واسع.
نتائج مشجعة
حتى الآن، على الرغم من أن الدراسة لم تكتمل، فإن النتائج مشجعة.
من بين 41 شركة استجابت لاستطلاع منتصف الدراسة، شعرت 35 شركة أو 85% بأنه “محتمل” أو “محتمل للغاية” أن يواصلوا العمل بنموذج الأيام الأربعة بعد انتهاء الفترة التجريبية.
ومن حيث الإنتاجية، أفادت 39 من 41 شركة مستجيبة، أو 95%، أن الإنتاجية إما ظلت على حالها أو تحسنت، حتى أن 6 شركات وصفت إنتاجيتها بأنها تحسنت “بشكل ملحوظ”.
البحث عن التوازن
يتساءل مؤلف كتاب عقلية المدير، فيكتور ليبمان: هل فوجئت شخصيًا بالإيجابية القوية لهذا البحث الجديد الذي يستغرق أربعة أيام عمل أسبوعياً؟ على الاطلاق. أظهرت لي تجربتي الخاصة على مدى مهنة إدارية طويلة أن هناك شيئًا واحدًا يقدره العديد من الموظفين في مجتمع محموم، وهو توازن أفضل بين العمل والحياة”.
ويضيف: “على مر السنين، كان لدي العديد من الموظفين الأكفاء الذين بدوا وكأنهم يتصارعون باستمرار مع قضايا مثل محاولة ملاءمة الالتزامات العائلية في جدولهم المعتاد الذي يمتد لخمسة أيام”.
ويتابع ليبمان: “أتذكر جيدًا التحديات المشتركة التي يواجهها الموظفون في محاولة مساعدة الآباء المسنين في الوصول إلى المواعيد الطبية، أو الاعتناء بالأطفال الصغار عندما لا تتوفر الرعاية النهارية”.
ويقول: “كمدير، سأحاول أن أكون مرنًا بقدر ما أستطيع، وأعتقد أن هذه الجهود كانت موضع تقدير بشكل عام. لكن الحصول على يوم عطلة إضافي مدمج في الجدول المعتاد للفرد كان من شأنه، كما أعتقد، تغيير قواعد اللعبة بشكل إيجابي ومخفف من التوتر”.
وبالنظر إلى هذا المنظور، يبدو أن أي خطوات ملموسة يمكن أن تتخذها المنظمات للمساعدة في خلق بيئة عمل أكثر توازناً هي بالتأكيد خطوات في الاتجاه الصحيح.
العمل 4 أيام أسبوعيًا: كيف تجري الأمور في الدول التي تبنت النظام؟