توجد أماكن مثيرة للاهتمام على الأرض يمكن أن تفاجئ الإنسان العادي، أحدها في أنتاركتيكا، التي لم تتساقط الأمطار عليها منذ أكثر من مليوني عام، وتعرف باسم “وديان ماكموردو الجافة”.
تبلغ مساحتها حوالي 4800 كيلومتر مربع من الصحراء الجبلية، وتتكون من بحيرات متجمدة ومناطق شاسعة من التربة المكشوفة التي لا تتطلب سوى الحد الأدنى من متطلبات الحياة.
واحدة من أكثر الصحاري تطرفًا في العالم
تعد منطقة وديان ماكموردو الجافة في أنتاركتيكا عبارة عن صف من 3 وديان كبيرة: وادي تايلور ووادي رايت ووادي فيكتوريا.
تعتبر واحدة من أكثر الصحاري تطرفًا في العالم، ويتراوح متوسط درجة الحرارة بين -15 درجة مئوية و-30 درجة مئوية.
وادي الموت؟
وصل المستكشف روبرت سكوت إلى هذه الوديان لأول مرة في عام 1903، وأطلق عليها اسم “وادي الموت” لأنه كان يعتقد أن هذا المكان خالٍ من الحياة.
لكن بعد وصول العلماء، ثبت خطأ سكوت، إذ اكتشفوا مجموعة كبيرة ومتنوعة من النظم البيئية المائية مزدهرة في هذه الظروف المناخية القاسية للوديان الجافة، ويرجع ذلك أساسًا إلى ذوبان الأنهار الجليدية وتشكيل التيارات التي تتدفق إلى البحيرات المغطاة بالجليد.
توجد أيضًا أنواع معينة من الكائنات الحية في هذه النظم البيئية التي يمكنها البقاء على قيد الحياة دون ما نعتبره مناسبًا للأكسجين وضوء الشمس.
تسمى هذه الكائنات “البكتيريا الزرقاء” ومن المعروف أنها من الأنواع التي تتحمل الإجهاد، ويلاحظ أن أنواعًا مماثلة قد توجد في مناخ المريخ أيضًا.
ظروف أرضية تشبه المريخ
يطلق على هذه المنطقة اسم “الوادي الجاف” لأنها تتميز بدرجات حرارة منخفضة للغاية ورطوبة منخفضة وتراكم ملح ونقص في الغطاء الثلجي.
هذه المنطقة عرضة للرياح القوية والجافة، ويرجع ذلك إلى تموضع سلسلة الجبال العابرة للقارة القطبية الجنوبية، والتي تجبر الهواء على التدفق لأعلى بسرعة 320 كم في الساعة.
أثناء تساقط الثلوج، تتساقط الرطوبة الموجودة في الثلج بسبب هذه الرياح الجافة، ولهذا السبب يعتبر العلماء أن البيئة في هذه الوديان تشبه البيئة الأرضية للمريخ وأماكن مثل إنسيلادوس، أحد أقمار زحل، أو يوروبا، أحد أقمار المشتري.
أرض اختبار لمعدات وكالة ناسا
الهدف الأساسي للعلماء من مختلف أنحاء العالم هو اختبار كيمياء التربة وعلم الأحياء الدقيقة وعلم المعادن والظروف المناخية التي تشبه الغلاف الجوي للمريخ، وحتى الآن، كانت النتائج متشابهة تمامًا.
هذا هو السبب في أن ناسا تستخدم الوديان كأرض اختبار للمعدات التي من المفترض إرسالها إلى المريخ.
شلالات الدم
أكثر الشلالات إثارة للاهتمام في هذه المنطقة، والتي كانت هاجسًا لمعظم العلماء، هي شلالات الدم في جبال تايلور الجليدية، وحصلت على اسمها بسبب ارتفاع نسبة الحديد في الماء.
الحديد، عند تفاعله مع الأكسجين، يشكل أكسيد الحديد، مما يعطي الماء لونًا قرمزيًا.
تشيرنوبل وناسا.. أخطاء كلفت أصحابها ملايين الدولارات