أسهم الشباب بدور مهم في توجيه التغيير داخل بيئة العمل وفي المجتمع عموما، على مدى الأعوام القليلة الماضية.
كشف التقرير العالمي عن الجيل زد وجيل الألفية لعام 2022 الصادر عن شركة ديلويت للخدمات المهنية، عن إجابات 23,220 مشاركًا من 46 دولة، وخلصت الدراسة إلى أن هذا الجيل استنفد قدرته على الصمود الآن، نظرًا لكونه عالقًا في مواجهة العديد من الأزمات العالمية، غير أن مخاوفه الرئيسية تغيرت خلال العام الماضي أيضًا.
مخاوف الجيل زد
الجيل زد، أو جيل ما بعد الألفية (29%) الذي حددته الدراسة، يشمل الأفراد الذين ولدوا بين يناير 1995 وديسمبر 2003.
وجيل الألفية الذي ولد أفراده بين يناير 1983 وديسمبر 1994، يؤكدون أن كلفة المعيشة الشاغل الأكبر لهم، مما يسلط هي الضوء على التأثير واسع النطاق لارتفاع أسعار المستهلكين على مستوى العالم.
وبالمقارنة، أظهر استطلاع العام الماضي أن الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض وتغير المناخ، كانت في قمة اهتماماتهم، مما يشير إلى أنه في حين تمكنوا من التكيف مع التغييرات من حولهم، إلا أنهم أصبحوا أكثر قلقًا بشأن مواردهم المالية.
نحو نصف الأفراد من الجيل زد المشاركين في الدراسة (46%) وجيل الألفية (47%) يعترفون بأنهم ينفقون رواتبهم كلها، ويعتمدون في معيشتهم على مداخيلهم الشهرية التي يتلقونها، وقلقون بشأن عدم قدرتهم على تغطية النفقات.
هذا يعني مدى تأثير الأمن المالي أيضًا في ارتفاع مستوى التوتر والقلق بين الشباب.
كما أفاد حوالي 47% من الجيل زد و43% من جيل الألفية الذين يتعرضون للتوتر والقلق بشكل منتظم، بأن المخاوف بشأن مستقبلهم المالي على المدى الطويل تؤثر على مشاعرهم، وفقًا لشركة ديلويت.
نحو نصف الأفراد من الجيل زد المشاركين في الدراسة (46%) وجيل الألفية (47%) يعترفون بأنهم ينفقون رواتبهم كلها، ويعتمدون في معيشتهم على مداخيلهم الشهرية التي يتلقونها، وقلقون بشأن عدم قدرتهم على تغطية النفقات. وهذا يعني مدى تأثير الأمن المالي أيضا في ارتفاع مستوى التوتر والقلق بين الشباب.
واحتلت البطالة والرعاية الصحية والوقاية من الأمراض المرتبة الثالثة من بين أكثر تحديات الجيل زد وجيل الألفية، على التوالي، وبذلك يتفقون على التحدي الأهم بعد كلفة المعيشة، فهذه الأجيال قلقة على البيئة، إذ ظهر تغير المناخ بوصفه ثاني أكثر التحديات إلحاحًا بين ربع الأفـراد المشاركين من الجيل زد (24%) وجيل الألفية (25%).
وظائف جانبية
وقال نحو 43% من الجيل زد و33% من جيل الألفية، أنهم يشغلون وظائف جانبية، إما لمواجهة أعبائهم المالية أو لاكتساب مهارات جديدة.
والأهم من ذلك، أن وجود عمل جانبي قد يشكل فرصة لهم للتوجه نحو ريادة الأعمال.
تضمنت الوظائف الجانبية الشائعة: بيع المنتجات أو الخدمات، المنصات على الإنترنت، وتقديم الاستشارات، وإدارة أعمالهم الخاصة، فضلًا عن العمل كمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبالنسبة للجيل زد، على وجه الخصوص، وجد تقرير شركة مايكروسوفت (Small Business State of Mind) لعام 2022، أن هذا الجيل يعمل على إضفاء التغييرات في مكان العمل، ويخالف ما هو معتاد، مفضلًا اختيار حياة الأعمال الصغيرة، ومدفوعًا بفكرة التقاعد المبكر، من بين أسباب أخرى.
بينما تعتقد الغالبية منهم (75% من الجيل زد و73% من جيل الألفية) أن العالم وصل بالفعل إلى نقطة تحول في الاستجابة لتغير المناخ.
وتتخذ هذه الأجيال الخطوات والإجراءات بطريقتها الخاصة، وتدعو إلى اتخاذ تدابير متعلقة بالمناخ داخل مؤسساتهم.
كما أفاد 9 من كل 10 أفراد من الجيل زد وجيل الألفية، أنهم يبذلون جهودًا لحماية البيئة بطرق بسيطة مثل: استخدام المواد اليومية القابلة لإعادة التدوير والاستخدام، وشراء الأشياء المستعملة، واستهلاك الأطعمة المنتجة محليًا أو عضويًا.
لكنهم لا يتوقفون عند هذا الحد وحسب، إذ يرغبون برؤية المزيد من الإجراءات المتخذة، والمصادر المبذولة من أصحاب العمل لمكافحة تغير المناخ إنهم يريدون رؤيـة الـمـؤسسات تحظر المنتجات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في مكان العمل، وتقديم مزايا موجهة نحو الاستدامة.