تنطلق اليوم الثلاثاء القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية، والتي تنظمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، برعاية ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان.
“سدايا” تنظم النسخة الثانية من أعمال القمة بشعار “الذكاء الاصطناعي لخير البشرية”، وذلك بحضور أكثر من 10 آلاف شخص من صناع السياسات والمختصين والمهتمين بالذكاء الاصطناعي في العالم، بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض خلال الفترة من 17 – 19 صفر 1444هـ الموافق من 13 – 15 سبتمبر 2022.
وبمناسبة تنظيم المملكة لهذه الفعالية الهامة، نستعرض لكم في السطور التالية تعريف الذكاء الاصطناعي، وأهم الخرافات والمفاهيم الخاطئة المرتبطة به.
ما هو الذكاء الاصطناعي؟
يشير مصطلح الذكاء الاصطناعي (AI) إلى الأنظمة أو الأجهزة، التي تحاكي الذكاء البشري لأداء المهام، والتي يمكنها أن تحسن من نفسها استنادًا إلى المعلومات التي تجمعها.
يتعلق الذكاء الاصطناعي بالقدرة على التفكير الفائق وتحليل البيانات، أكثر من تعلقه بشكل معين أو وظيفة معينة، فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يقدم صورًا عن الروبوتات عالية الأداء الشبيهة بالإنسان، ولكن ليس الهدف من تطويره أن يحل محل البشر، ولكن الذكاء الاصطناعي يهدف إلى تعزيز القدرات والمساهمات البشرية بشكل كبير.
أساطير حول الذكاء الاصطناعي
هناك عدد قليل جدًا من الموضوعات في التقنية والعلوم التي تسبب الكثير من الإثارة والجدل أبرزها الذكاء الاصطناعي، ولكن مع هذه الإثارة والاهتمام المتزايد يأتي الكثير من التكهنات والمعتقدات التي لا أساس لها والتي تخلق فقط الخوف والشك، فهناك الكثير من الخرافات حول الذكاء الاصطناعي التي يتم الترويج لها من خلال الثقافة الشعبية، ولكن ما هو الواقع الفعلي؟
الخرافة الأولى
الذكاء الاصطناعي سيحل محل جميع الوظائف
يخشى الكثير من أنه مع تقدم الذكاء الاصطناعي، سينتهي الأمر بالناس محل الآلات ويفقدون وظائفهم، وعلى الرغم من أنه من الصحيح أن تطوير الذكاء الاصطناعي والأتمتة قد يؤثر على فرص العمل، إلا أن الأمر ليس بهذه البساطة، لأن الذكاء الاصطناعي بأي حال من الأحوال لا يختلف كثيرًا عن أي تقدم تقني آخر ظهر عبر التاريخ، فهو مثل التطورات التقنية الأخرى التي ساعدت الأشخاص والعمليات على أن تصبح أكثر فاعلية، ومن المرجح أن يفعل الذكاء الاصطناعي الشيء نفسه.
باختصار يمكننا القول بأن النظر إلى الذكاء الاصطناعي بأنه مجرد نقل للوظائف من البشر إلى الآلات هو تبسيط للموقف.
أدت العديد من الثورات الصناعية السابقة إلى تحول في وضع العمالة، مثل التحول من العمل الزراعي إلى المصانع في القرن التاسع عشر، ولكن، على الرغم من حدوث ذلك، ظل عدد الوظائف ثابتًا بشكل عام.
من الممكن أن يؤدي ظهور الذكاء الاصطناعي والأتمتة إلى إنشاء بيئة إنتاجية جديدة، تتيح للأشخاص أن يكونوا أكثر كفاءة ويقلل من الوقت الضائع في المهام اليدوية.
الخرافة الثانية
الذكاء الاصطناعي سوف يتفوق على الذكاء البشري
نظرًا لأن الصناعة السينمائية اليوم تغطي المزيد والمزيد من أفلام الخيال العلمي التي تظهر أن الروبوتات ستسيطر على العالم وتستعبد البشرية، فإن الخوف من استبدال الذكاء البشري بالذكاء الاصطناعي أمر شائع جدًا، ومع ذلك، فإن هذا مفهوم خاطئ.
واقع الحال هو أن الذكاء يُقاس من خلال أبعاد مختلفة، حيث تختلف المقاييس كثيرًا بين الآلات والبشر، نعم ، تتفوق الآلات على البشر في بعض الجوانب، ولكن هناك العديد من الجوانب التي يتفوق فيها البشر على الآلات، مثل الذكاء العاطفي (التعاطف كأهم عنصر)، والقدرة الإبداعية، والتفكير الاستراتيجي.
الخرافة الثالثة
الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى الدمار والاستعباد
وضعت أفلام مثل “The Terminator” و”I Robot” و “The Matrix” و”Ex Machina” و”2001: A Space Odyssey” سيناريوهات غير واقعية في أذهان الناس، بسبب سيناريوهات الخيال العلمي تلك، يخشى الناس تطور الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
في الحقيقة احتمال حدوث هذا موجود، والخطر يمكن أن يكون حقيقياً، لكن واقع الذكاء الاصطناعي هو أن هناك العديد من الحدود التي يجب تفكيكها لرؤية هذا يحدث.
أولاً، لن يفكر الأشخاص الذين يصنعون تقنيات وروبوتات مختلفة للذكاء الاصطناعي في إنشاء أو إطلاق آلة مستقلة لديها إمكانية التفكير بعقلها الخاص والمعارضة والثورة ضد صانعيها من البشر، ولكن هل من الممكن أن يحدث هذا في المستقبل؟ نعم ، هذا احتمال، ولكن إذا كنت ستقلق بشأن سيناريو خيال علمي، فقد تستعد أيضًا لغزو الكائنات الفضائية.
الخرافة الرابعة
أنت بحاجة إلى علماء بيانات وخبراء في التعلم الآلي لاستخدام الذكاء الاصطناعي
على الرغم من أن الكثيرين لا يفهمون كيفية عمل الذكاء الاصطناعي، فإن هذا لا يعني أن كل تقنيات التعلم الآلي والتعلم العميق والذكاء الاصطناعي تتطلب استخدام محترفين، إذ تتطلب بعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي مساعدة الخبراء ، لكن الحقيقة هي أن هذه مجرد نسبة صغيرة.
في الوقت الحاضر، أصبح عددًا متزايدًا من أدوات البرامج التي تحتوي على تقنيات الذكاء الاصطناعي في متناول المستخدمين العاديين، وهناك العديد من الأدوات المتاحة لمختلف المستخدمين ولا تحتاج إلى أي استثمارات ضخمة لاستخدامها.
الخرافة الخامسة
يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تفهم وتحل أي مشاكل جديدة مثل الدماغ البشري
هذه أسطورة كاملة عن الذكاء الاصطناعي دون أي حقيقة فيها، ففي الواقع، لا تستطيع التقنيات المعرفية حل المشكلات التي لم يتم تصميمها لحلها، حيث يمكن لهذه التقنيات المعرفية التعامل مع أنواع معينة من المشاكل التي تحتاج عادة إلى تفسير بشري والتدخل لمعالجتها.
الذكاء الاصطناعي عادةً يحل المشكلات التي تستخدم التعرف على الصور واللغة الغامضة، بجانب تنفيذ المهام المعقدة بشروط ونتائج دقيقة لا يمكن التنبؤ بها، لكن هذه التقنيات لا يمكنها حل المشكلات التي لم تواجهها من قبل.
تصيب الأطفال بين سن 5 و10 سنوات.. ما هي متلازمة توريت؟
بعد قطع ألبانيا علاقاتها مع إيران.. ماذا يعني طرد الدبلوماسيين؟
