وقع اختيار نادي جدة الأدبي ممثلاً باللجنة العلمية لملتقى قراءة النص 19، على الأديب عبدالمقصود خوجة -رحمه الله- ليكون الشخصية المكرمة لهذا العام، حيث سيُصدر النادي كتاباً عن شخصيته قبل انعقاد الملتقى.
وعدّ رئيس النادي الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي، الأديب الراحل أبرز رواد الثقافة في المملكة، مشيراً إلى أن هذا التكريم يأتي عرفاناً من النادي وتقديراً للجهود التي قدّمها للثقافة، حيث شكّلت شخصيته علامة بارزة في عدداً من الجوانب الاقتصادية والوطنية والثقافية، من خلال الاثنينيه التي كان يقيمها لسنوات طويلة.
ومن منطلق هذه المناسبة، نستعرض لكم في السطور التالية، أهم المحطات في حياة الأديب السعودي الراحل “عبد المقصود خوجة”.
نشأته
ولد “عبد المقصود خوجة” في عام 1936 بمكة المكرمة، والتحق بمدرسة الفلاح، ثم أكمل دراسته بالمعهد العربي الإسلامي بدمشق.
وبعد تخرجه بدأ حياته العملية بالعمل مندوباً للديوان الملكي السعودي بالمفوضية السعودية ببيروت، ثم عمل بالمكتب الصحافي في السفارة السعودية بالعاصمة اللبنانية بيروت، ثم تولى إدارة المكتب الخاص للمديرية العامة للإذاعة والصحافة والنشر في جدة، ثم مديراً لها.
وبعد رحلة من العمل الخدمي، استقال “خوجة” من العمل الحكومي، في عام 1964، ليدخل عالم المال والأعمال بتأسيسه شركات متعددة الأنشطة، إذ ويحمل الراحل عضوية شرف عدة جهات حكومية وخاصة أندية رياضية وجمعيات خيرية، كما كان عضواً مؤسساً في مؤسسات صحافية.
تكريم أكثر من 500 مبدع
يعتبر “عبد المقصود خوجة”، الذي فارق عالمنا أواخر الشهر الماضي، من أهم الرموز السعودية التي قدمت نموذجًا رائعًا لدعم المفكرين والمبدعين في مختلف المجالات، حيث استطاع أن يكرم خلال 4 عقود أكثر من 500 شخصية، من مختلف دول العالم، حيث منحهم التقدير اللازم وقدم أعمالهم للجمهور، وذلك من خلال تحويل أشهر صالون أدبي عربي في دارته بجدة إلى منتدى أسبوعي منتظم حمل اسمه، وأبرز أعمالاً نافس فيها المؤسسات الرسمية بمبادرة «الاثنينية»، إذ كان يحرص على تكريم المبدعين وهو على قيد الحياة، مخالفًا ما هو سائد بتكريم كبار المبدعين والمؤثرين بعد رحيلهم.
ولم يقتصر دور “خوجة” عند تكريم المفكرين والمبدعين، ولكنه كان يطبع وينشر مؤلفاتهم، بل ويقدمها للناس بالمجان بهد إثراء المجتمع ثقافيًا.
أمسيته الثقافية «الاثنينية»، التي كانت تقام كل يوم اثنين، كانت نتائجها رائعة إذ يصعب حصر ما قام به من خلالها لدعم أصحاب الفكر والثقافة، وتقديرًا لإسهامه في نشر الفكر والثقافة، تم منحه الزمالة الفخرية من قبل «رابطة الأدب الحديث» في القاهرة.
ويصفه كبار الكتاب والمفكرين بالقامة الفكرية المتاصلة، حيث قال عنه المؤلف والباحث وكاتب السير الراحل عبد الرحمن الشبيلي، إن “خوجة” يمتلك إرث ثقافي كبير، دفعه لتوظيف كافة إمكانياته المادية في دعم الأعمال الخيرية والثقافية، ليواصل رحلة والده الأديب الكبير “محمد سعيد”.
في يومها العالمي .. أشهر الأعمال الأدبية باللغة البرتغالية
صحفي وفيلسوف بدرجة أديب.. محطات في حياة أنيس منصور
إبراهيم المازني.. قصة الشاعر الذي ترك كلية الطب بسبب التشريح