عالم أحداث جارية

ما العلاقة بين تغير المناخ وحرائق الغابات؟

كيف يؤثر تغير المناخ على حرائق الغابات؟ سؤال مهم يطرحه الكثيرون، خاصة مع احتراق الآلاف من الغابات وملايين الأفدنة من الأراضي حول العالم، في كل عام.

لقد رأينا بالفعل الدمار الشامل الذي يمكن أن تسببه حرائق الغابات، خاصة في أماكن مثل أستراليا وصربيا وكاليفورنيا، بالإضافة إلى سلسلة الحرائق التي شهدتها مختلف الدول الأوروبية هذا الصيف بسبب موجات الحر الشديدة، في فرنسا وإسبانيا، والبرتغال، واليونان، وإيطاليا.

في بحث جديد أجرته الأمم المتحدة، توقعت أن تزداد الأمور سوءًا بحلول نهاية القرن، فقد تزداد حرائق الغابات بنسبة 50% بحلول عام 2100.

ومن منطلق خطورة هذه الظاهرة التي من المتوقع أن تزداد مع مرور السنين، نستعرض لكم خلال السطور التالية كيفية تأثير تغير المناخ على حرائق الغابات، وكيف تؤثر حرائق الغابات بدورها على تغير المناخ.

الظروف المناخية التي تدعم حرائق الغابات

قبل الغوص في غمار الموضوع، يجدر بنا مراجعة أساسيات حرائق الغابات، وكيف تبدأ في المقام الأول، حيث تعتمد قابلية تعرض المنطقة لحرائق الغابات، على ثلاثة شروط رئيسية: الغلاف الجوي، والغطاء النباتي، والاشتعال.

الغلاف الجوي

يلعب الغلاف الجوي دورًا كبيرًا في مدى حساسية المنطقة لحرائق الغابات، فعلى سبيل المثال، يمكن أن تزيد الرياح من إمداد الأكسجين في منطقة ما، مما قد يساعد في إشعال حرائق الغابات، وقد ينقل الجمر إلى مواقع جديدة.

الغطاء النباتي

يعتبر الغطاء النباتي أيضًا عاملاً كبيرًا فيما إذا كانت المنطقة معرضة لحرائق الغابات أم لا، فقد تشتعل النيران في منطقة بها نباتات أكثر جفافاً، وتوفر المنطقة التي بها المزيد من الغابات أو الشجيرات مزيدًا من الوقود للحرائق المحتملة.

الاشتعال

قد تكون المنطقة القريبة من النشاط البركاني أو المعرضة للعواصف الرعدية أكثر عرضة لحرائق الغابات، ومع ذلك، فإن النشاط البشري يمكن أن يؤدي أيضًا إلى نشوب حرائق، لذلك قد تكون المناطق المناسبة للتخييم أو قطع الأشجار أكثر عرضة لخطر الحرائق.

تغير المناخ

منذ خمسينيات القرن التاسع عشر، ارتفعت درجات حرارة سطح الأرض بنحو 1 درجة مئوية (1.8 درجة فهرنهايت)، وكان لهذا الارتفاع المتزايد تأثيرات بعيدة المدى على مناخنا – ففي النصف الشمالي من الكرة الأرضية، أدت درجات الحرارة الأكثر دفئًا إلى تساقط ثلوج أقل، ووصول مبكر للربيع، وفي النهاية مواسم حرائق أطول وأكثر جفافاً.

أدت مواسم الحرائق الطويلة هذه إلى تزايد حرائق الغابات، ولكن هنا تكمن المشكلة، حيث تنبعث من حرائق الغابات أطنانًا من الكربون، فمثلًا في عام 2021، أطلقت حرائق الغابات في جميع أنحاء العالم ما يقدر بنحو 1.76 مليار طن من الكربون في الغلاف الجوي، وهو ما يمثل أكثر من ضعف الانبعاثات السنوية من ألمانيا بأكملها، وبالتالي يتم احتجاز هذا الكربون في غلافنا الجوي ويساهم في ارتفاع درجات الحرارة.

أحداث الطقس المتطرفة آخذة في الارتفاع بشكل عام

ليست حرائق الغابات وحدها هي التي تتزايد في تواترها وشدتها بسبب تغير المناخ – فقد أصبحت حالات الجفاف وموجات الحر والفيضانات أكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم، ففي هذا العام، وصلت درجات الحرارة إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق في جميع أنحاء أوروبا، مما أدى إلى تدمير القارة، وأثر على البنية التحتية.

وفي النهاية يتعين على الحكومات وصانعي السياسات والشركات أن يتحدوا معًا، لإنشاء ضمانات ووضع تدابير وقائية مناسبة لمواجهة تغير المناخ، خاصة وسط تحذيرات الخبراء من الحرائق قد تصبح جزءًا من الوضع الطبيعي الجديد.

الكوارث المناخية.. كم كلفت العالم خلال 2021؟

ما العلاقة بين تغير المناخ وزيادة صواعق البرق؟

بينهم دولة عربية.. أكثر مناطق العالم المهددة بالفيضانات بسبب تغير المناخ