خلال عملها في جامعة نوتردام، اكتشفت “كارمن بابالوكا” وجود اتجاه مقلق لدى طلابها، ولاحظت مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي عليهم عبر أنماط حياتهم كلها، لذلك قررت أن تبحث في سبب كون وسائل التواصل الاجتماعي ليست مفيدة دائماً لنا، خاصة للشباب.
وجدت الباحثة أن لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير سلبي كبير على الصحة العقلية لطلابها، فبالنسبة لأي شخص يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بانتظام (وهو معظمنا هذه الأيام)، لن يكون هذا مفاجئًا. لاحظت كارمن أن الشابات تجدن صعوبة خاصة في رؤية حياتهن أو حتى أجسادهن جيدة بما فيه الكفاية.
عملت كارمن مع المستشارين في قسم الخدمات الطلابية لتقديم الدعم، ونصب تركيز بحثها على استخدام انستجرام بين الشابات الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 25 عاماً.
إحدى النتائج الرئيسية لعملها هي أن مستخدمات انستجرام الأصغر سنًا في دراستها (أواخر سن المراهقة وأوائل العشرينات) وجدن أن الصور على التطبيق جعلتهن يشعرن بالسوء تجاه أجسادهن.
ومع ذلك، شعرت النساء الأكبر سناً بقليل (منتصف العشرينات) بعدم كفاية عملهن ونمط حياتهن. بالمقارنة مع صور الحياة الاجتماعية الرائعة على ما يبدو ومهن الآخرين على انستجرام، فقد شعروا أن حياتهم الخاصة “تفتقر إلى المعنى”.
ووجدت أن مستخدمي موقع تبادل الصور لا يشعرون بالرضا عن أنفسهم، وهو ما يصيبهم بالقلق والاكتئاب واليأس، فضلاً عن قلة النوم التي قد تؤدي إلى الإصابة بأمراض عديدة منها أمراض القلب والسكتة الدماغية.
[two-column]
موقع انستجرام له تأثير سلبي كبير على الصحة العقلية والنفسية، خاصة بالنسبة للمراهقين الذين قد يصابون بالاكتئاب والقلق واليأس بسبب المقارنة مع الآخرين
[/two-column]
وفي بريطانيا، أكد استطلاع نشرت نتائجة في مايو 2017، أن غالبية البريطانيين يرون أن موقع انستجرام هو “الأسوأ بين منصات التواصل الاجتماعي” من حيث تأثيره السيء على الصحة النفسية للشباب.
وشمل الاستطلاع أكثر من 1479 شخصا تتراوح أعمارهم بين 14 و 24 عاما، وكان يهدف لرصد مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي سلبيا على مستخدميها ، وقد تعلق الأمر بالمنصات الخمس الأكثر شعبية في البلاد وهي: فيسبوك وتويتر ويوتيوب وانستغرام و سناب تشات.
ووجه الاستطلاع عبر الإنترنت سلسلة من الأسئلة للمشاركين حول تأثير هذه المواقع على صحتهم ورفاههم، كما طُلب منهم تسجيل كل منصة في 14 خانة تتحدث عن الصحة النفسية والاحباط والوحدة وغيرها.
وتقول “كارمن” إن الحل الحقيقي يكمن في الامتنان وبناء المرونة واحترام الذات. “على الأقل إذا كانوا يشعرون بالرضا عن أنفسهم ، فلن يقارنوا كثيرًا وسيأخذون الأمر على محمل شخصي”.