شهدت جميع الولايات المتحدة تقريبًا درجات حرارة أعلى من المعتاد في الأسبوع الماضي، وذلك في أعقاب حرارة قياسية أودت بحياة المئات إن لم يكن الآلاف وأثارت حرائق غابات في أوروبا، مع توقعات بطقس أكثر خطورة.
في هذا التقرير نشرح لكم ما يسبب موجات الحر، وفقًا للعلماء.
ما هي الموجة الحرارية؟
لا يوجد تعريف علمي واحد للموجة الحرارية، لكن اعتمادًا على مناخ كل منطقة، يمكن تحديده بعدد معين من الأيام تكون فيه درجات الحرارة أعلى من المعتاد.
ترتفع درجة حرارة القطب الشمالي بمعدل ثلاث إلى أربع مرات أسرع من الكرة الأرضية ككل، مما يعني أن هناك فرقًا أقل بين درجات الحرارة الشمالية ودرجات الحرارة الأقرب إلى خط الاستواء.
ينتج عن ذلك تقلبات في تيار شمال الأطلسي النفاث، مما يؤدي بدوره إلى أحداث مناخية قاسية مثل موجات الحرارة والفيضانات، وفقًا لجنيفر فرانسيس، كبيرة العلماء في مركز وودويل لأبحاث المناخ.
القباب الحرارية
تساهم المحيطات الأكثر دفئًا في تسخين القباب، والتي تحبس الحرارة فوق مناطق جغرافية واسعة.
وجد العلماء أن السبب الرئيسي للقباب الحرارية هو التغيير القوي في درجات حرارة المحيط من الغرب إلى الشرق في المحيط الهادئ الاستوائي خلال الشتاء السابق.
تقول الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي على موقعها على الإنترنت: “بينما تحرك الرياح السائدة الهواء الساخن شرقًا، تحبس التحولات الشمالية للتيار النفاث الهواء وتحركه نحو الأرض، مما يؤدي إلى موجات حرارية”.
النينيو والنينا
كل بضع سنوات، تحدث الأنماط المناخية المعروفة باسم النينيو، وبشكل أقل تكرارًا، النينيا.
تجلب ظاهرة النينيو المياه الدافئة من المحيط الهادئ الاستوائي حتى الساحل الغربي لأمريكا الشمالية، وتجلب ظاهرة النينيا المياه الباردة.
في الوقت الحاضر، تسود ظاهرة النينيا، ونظرًا لأن درجات الحرارة في الصيف تتجه نحو الانخفاض خلال ظاهرة النينيا، فإن علماء المناخ قلقون بشأن الشكل الذي ستبدو عليه موجة الحر الخطيرة خلال ظاهرة النينيو القادمة، حيث من المتوقع أن يكون الطقس الصيفي أكثر حرارة.
تغير المناخ بتأثير الإنسان
يقول العلماء إن تغير المناخ الناجم عن احتراق الوقود الأحفوري هو ظاهرة عالمية تلعب بالتأكيد دورًا فيما تعانيه الولايات المتحدة.
قال دانيال سوين، عالم المناخ في جامعة كاليفورنيا: “إن تغير المناخ يجعل الأحداث الحرارية الشديدة وغير المسبوقة أكثر حدة وأكثر شيوعًا، إلى حد كبير في جميع أنحاء العالم”.
وتابع: “ربما تكون موجات الحر أكثر أنواع الكوارث المحتملة التي يتم التقليل من شأنها لأنها تقتل كثيرًا من الناس بشكل روتيني”.
وأوضحت فرانسيس، من مركز وودويل، أنه مع تغير المناخ، يشهد العالم تغيرًا في أنماط الرياح وأنظمة الطقس “بطرق تجعل موجات الحرارة هذه، كما نراها الآن، أكثر كثافة وثباتًا، وتغطي المناطق التي لم تشهد موجات حرارية “.
قال أليكس روان، الباحث في معهد جودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا، إنه مع ارتفاع درجة حرارة العالم، “سنتعايش مع كثر من موجة حر في نفس الوقت. نشهد هذا في الولايات المتحدة”.
بعد مرور أكثر من 50 عامًا على إطلاقها.. ما هي عقيدة “نيكسون”؟
