يخصص العالم شهر يوليو للاحتفاء والفخر بذوي القدرات الخاصة، وكيفية مساعدتهم وتطويع قدراتهم وإمكانياتهم في مختلف الأعمال ودمجهم في المجتمع، وحصولهم على الخدمات الصحية والتعليمية والوظائف.
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى معاناة أكثر من مليار شخص، أي حوالي 15% من سكان العالم، من شكل أو آخر من أشكال الإعاقة.
ووسط تجارب ذوي القدرات الخاصة تأتي قصة هيلين كيلر الملهمة بكل مراحل حياتها، فمن هي وماذا فعلت؟
هيلين كيلر
مربية أمريكية تغلبت على محنة العمى والصمم لتصبح واحدة من رواد القرن العشرين في المجال الإنساني، بالإضافة إلى كونها مؤسسًا مشاركًا لاتحاد الحريات المدنية، والتي ظل رؤساء الولايات المتحدة ينصتون لها ويستشيرونها لأكثر من 60 عامًا.
وُلدت هيلين آدامز كيلر في يونيو 1880 بولاية ألاباما الأمريكية، فقدت السمع والبصر قبل أن تكمل عامها الثاني من حياتها، وتولت أمرها المعلمة آن سوليفان من معهد بيركنز للمكفوفين في بوسطن، وبقيت معها منذ عام 1887.
وكانت واحدة من أشهر النساء في العالم فقد كانت كاتبة، وفاز فيلم عن حياتها بجائزتي أوسكار، وظل رؤساء الولايات المتحدة يستشيرونها ويستمعون لنصحها لأكثر من 60 عامًا.
كيف تعلمت الحروف والكلمات؟
بدأت كيلر تتعلم الكلمات والربط بين الأشياء والحروف عندما أخذتها المعلمة إلى مضخة للمياه، وعندما تناثرت على يديها كتبت المعلمة حروف كلمة “ماء” في يدها الأخرى.. وكررت الأمر وكذلك مع أشياء أخرى حتى تعلمت في هذا اليوم 30 كلمة.
مر نحو شهر على هذا الحال حتى تعلمت الشعور بالأشياء وربطها بالكلمات المكتوبة بإشارات الأصابع على راحة يدها، وقراءة الجمل من خلال الشعور بالكلمات البارزة على الورق المقوى، وإنشاء جمل خاصة بها عن طريق ترتيب الكلمات في إطار.
تعلمت لغة برايل في الفترة من 1888 إلى 1890، ثم بدأت عملية بطيئة لتعلم التحدث كما تعلمت قراءة الشفاه من خلال وضع أصابعها على شفتي وحنجرة المتحدث بينما يتم تهجئة الكلمات لها في نفس الوقت.
وفي عام 1896 التحقت بمدرسة كامبريدج للسيدات الشابات، وهي مدرسة إعدادية للنساء، وتم قبولها في كلية رادكليف عام 1900 حيث تخرجت بامتياز عام 1904 لتكون أول خريجة صماء وكفيفة في كلية رادكليف (الآن جامعة هارفارد).
حياتها العامة
عندما أصبحت قصتها معروفة لعامة الناس بدأت كيلر في مقابلة أشخاص مشهورين ومؤثرين، كان أحدهم الكاتب مارك توين، الذي أعجب بها كثيرًا، وأصبحا أصدقاء.
واصلت هيلين كيلر التعلم ليس فقط باللغة الإنجليزية، ولكن الفرنسية والألمانية واليونانية واللاتينية، حتى بدأت في الكتابة عن العمى، وهو موضوع كان من المحرمات في المجلات النسائية بسبب علاقة العديد من الحالات بالأمراض التناسلية.
وفي عام 1913، بدأت في إلقاء المحاضرات بمساعدة مترجم، في المقام الأول نيابة عن المؤسسة الأمريكية للمكفوفين، وقد أخذتها تلك المحاضرات في جولات في جميع أنحاء العالم.
وعندما سافرت حول العالم لم يكن ذلك فقط من أجل قضيتها الخاصة، ولكن من أجل الجميع.
وأصبحت هيلين كيلر ناشطة في حملة من أجل حقوق الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد أقنعت الكونغرس بتغيير القانون بحيث تصبح الكتب المكتوبة بطريقة برايل متاحة في المكتبات.
وقد كان لجهودها من أجل تحسين علاج الصم والمكفوفين تأثيرا في إخراج المعاقين من المصحات، كما شجعت على تنظيم لجان للمكفوفين في 30 ولاية بحلول عام 1937.
وكتبت عن حياتها في العديد من الكتب، بما في ذلك قصة حياتي عام 1903، والتفاؤل عام 1903، والعالم الذي أعيش فيه عام 1908، والنور في ظلامي وديني عام 1927، وصحيفة هيلين كيلر عام 1938، والباب المفتوح عام 1957.
كما كتبت العديد من الكتب حول القضايا الاجتماعية مثل الفصل العنصري، وحق المرأة في التصويت، والرأسمالية والنضال الطبقي، وهي الكتب التي تم نشرها في جميع أنحاء العالم.
نشاطها الحقوقي
أرادت كيلر النضال من أجل حقوق جميع الناس فشاركت في تأسيس اتحاد الحريات المدنية الأمريكية مع الناشط الأمريكي في مجال الحقوق المدنية، روجر ناش بالدوين، وآخرين في عام 1920.
ومازال اتحاد الحريات المدنية الأمريكية يحمي حقوق العمال حتى يومنا هذا.
تُوفيت كيلر عن عمر يناهز 87 عامًا في يونيو 1968، وكُتب في نعيها “كان يمكنها أن ترى وتسمع بحدة استثنائية”.
صور.. مصممة سعودية تعكس التراث النجدي في قطع مجوهرات راقية