51 عامًا على الصورة الشهيرة للطفلة العارية التي هزت العالم ولعبت دورًا أساسيًا في إنهاء حرب فيتنام، التُقطت عام 1972، وحازت على جائزة “بوليتزر” في العام التالي، عن فئة تصوير الأخبار العاجلة.
كانت الطفلة في التاسعة من عمرها، تجري هاربة من هجوم النابالم في قرية ترانغ بانغ الجنوبية، وباتت الصورة تُعرف باسم “طفلة النابالم”.
كواليس الصورة
طالت مادة النابالم الحارقة الطفلة وأحرقت يديها، لتصرخ بأنها تشعر بحر شديد واعتقدت أنها ستموت، لتخلع ملابسها وجرت على أمل النجاة، فيما كان حولها أطفال آخرين يصرخون وخلفهم دخان كثيف يتصاعد.
نجت الطفلة “فان ثي كيم فوك” بفضل المصور نيك أوت Nick Ut، الذي ساعدها ومن كان معها بعد التقاط صورته، ونقلهم إلى أقرب مستشفى ليتلقوا الرعاية والعلاج.
بعد 51 عامًا
تعيش فوك الآن في كندا مع زوجها وطفليها بعدما لجأت سياسيًا إلى هناك، ومنذ عام 1997 وهي تدير مؤسسة خيرية تحمل اسمها، في الولايات المتحدة، وتحتص بتأمين المساعدة الطبية لضحايا الحروب من الأطفال.
تقول السيدة الستينية الآن عن هذه الصورة “لن أنسى تلك اللحظة أبدًا”، في مقابلة لها مع شبكة CNN الأمريكية، مضيفة : “أدرت رأسي ورأيت الطائرات، ومن ثم أربع قنابل تسقط.. وفجأة، اندلعت النيران في كل مكان، واحترقت ملابسي، ولم أستطع رؤية أحد من حولي”.
وتابعت خلال المقابلة: “ما زلت أذكر ما كنت أفكر فيه، فقد قلت في نفسي لقد احترقت، سأكون قبيحة، وسينظر إليَّ الناس بطريقة مختلفة”.
رد فعل المصور
روى المصور في نفس المقابلة: “رأيت كيم تجري وهي تصرخ حر.. حر”، وتابع “عندما التقطت الصورة رأيت جسدها محترقًا بشدة، وأردت مساعدتها على الفور، فوضعت كل معدات الكاميرا أرضًا ورحت أضع الماء على جسمها”.
ثم أشار إلى أنه أخذ لاحقاً الأطفال المصابين في شاحنته ونقلهم إلى مستشفى قريب. لكن عند وصوله إلى أقرب المستشفى، أخبره العاملون حينها أنه لا يوجد مكان، ويجب نقلهم إلى سايغون.
إلا أن المصور أكد أنه فكر حينها أن الصغار لن ينجوا، إذا ما سار بهم ساعة أخرى، لاسيما أن فوك كانت في وضع يرثى له.
ولحسن حظها تمكن في النهاية من إقناع الأطباء باستقبالهم، بعد أن عرَّف بنفسه، قائلًا إن تلك الصورة ستنشر في صحف عالمية.
هكذا إذا نجت فوك مع بقية الأطفال إلا أن الجروح ظلت تلازمها، فقلما ينسى المرء ندوب الحرب النفسية قبل الجسدية.
لماذا مُنع استخدام غاز الخردل في الحروب؟
الحرب على أوكرانيا: ما الآثار النفسية التي تخلّفها الحروب وكيف تُعالج؟