يبذل العراق جهوداً مضنية لاستعادة آثاره المنهوبة عبر مفاوضات واجتماعات مع حكومات الدول والمؤسسات المعنية، وآخرها كان زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الولايات المتحدة والتي نجح من خلالها في استعادة 17 ألف قطعة أثرية.
ووصلت الطائرة المحملة بالقطع الأثرية إلى بغداد أمس في صناديق خشبية تضم آف القطع والمنحوتات الفخارية التي توثق تبادلات تجارية جرت خلال فترة الحضارة السومرية، إحدى أقدم حضارات بلاد ما بين النهرين، عمرها نحو 4500 عام.
احتفظت جامعة كورنيل الأمريكية بأكثر من 5 آلاف قطعة أثرية حصلت عليها من تبرع قدمته مدينة جارسانا السومرية غير المعروفة سابقًا للجامعة والتي يشتبه علماء الآثار أنها سُرقت من موقع أثري في جنوب العراق.
بينما احتفظ بالـ 12 ألف قطعة الأثرية الأخرى متحف الكتاب المقدس في واشنطن الذي يرجع تاريخ تأسيسه إلى 4 سنوات ماضية فقط وتموله العائلة الإنجيلية المسيحية التي تمتلك سلسلة متاجر Hobby Lobby للحرف اليدوية.
يعتبر الشعب العراقي عودة آثار بلاده إنجازً حقيقياً يتعدى حدود القيمة التاريخية للقطع ولكنه أيضاً يستعيد من خلالها ثقته وهويته التي تعرضت للنهب على مدى السنوات الماضية وتحديداً من الغزو الأمريكي في 2003 وما تلاه من تخريب قوات داعش الإرهابية لحضارة بلاد الرافدين.
[two-column]
ولا يوجد إحصاء دقيق يكشف حجم الآثار المنهوبة والمهربة من المواقع الأثرية مباشرة في العراق بسبب عدم ترقيمها.
[/two-column]
ولا يوجد إحصاء دقيق يكشف حجم الآثار المنهوبة والمهربة من المواقع الأثرية مباشرة في العراق بسبب عدم ترقيمها وربما لم تكن قد اكتشفت بعد خاصة في المناطق التي شهدت نزاعات مسلحة وعمليات قصف، فيما تبلغ عدد المسروقات من متحف بغداد وحده 15 ألف قطعة أثرية و32 ألف قطعة من 12 ألف موقع أثري بعد الغزو الأميركي.
ودمّر تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على ثلث مساحة البلاد في يونيو عام 2014، الكثير من المواقع الأثرية غالبيتها تقع في شمال العراق، ويقول خبراء الآثار إن الجهاديين دمروا قطع الآثار الكبيرة وسرقوا القطع الصغيرة للاتجار بها وبيعها بملايين الدولارات.
ونجح العراق باسترداد ما يقرب من نصف عدد الآثار التي نُهبت خلال العام 2003 وبعده، بمساعدة حكومات أجنبية عدة، وهو التوجه المتوقع استمراره خلال الفترة القادمة حتى استعادة كل ما فُقد سابقاً.