سياسة

معركة تحرير الفاو.. حين كسر العراقيون شوكة إيران في 35 ساعة

تحرير الفاو

العملية العراقية “رمضان المبارك” هي الاسم الذي أطلق على عملية تحرير شبه جزيرة الفاو، التي خاضها الجيش العراقي ضد الإيرانيين في الـ 17 من أبريل 1988.

مثلت هذه المعركة بداية مرحلة جديدة من الحرب، كانت الأخيرة، حيث استعاد العراق زمام المبادرة، وافتتح بهجمات كبيرة ومفاجئة ضد القوات الإيرانية التي انتشرت على الأراضي العراقية، والتي كانت عمليات النصر ووصلت إلى نهاية الحرب.

في هذه المعركة وفي المعارك التالية، أظهر العراقيون تفوقهم العسكري على الإيرانيين واستولوا على المنطقة التي يسيطر عليها الإيرانيون في شبه الجزيرة في غضون 35 ساعة فقط.

معركة تحرير الفاو

عندما اندلعت الحرب العراقية الإيرانية في سبتمبر 1980، كانت الفاو واحدة من أوائل المدن العراقية التي قصفتها المدفعية الإيرانية. تقع البلدة على بعد أقل من 400 متر من الجانب الإيراني من الممر المائي.

في 17 سبتمبر 1980، أعلن الرئيس العراقي صدام حسين عدم امتثاله لاتفاق الجزائر، الذي وقعه في عام 1975، لترسيم الحدود بين البلدين على طول شط العرب.

وبعد خمسة أيام، شن العراق غارة جوية واسعة النطاق استهدفت القواعد الجوية والمطارات والمنشآت العسكرية داخل إيران. وفي اليوم التالي، شن الإيرانيون هجوما مضادا على مواقع حيوية في بغداد والعديد من المحافظات الأخرى.

أمضى الجانبان السنوات الست الأولى من الحرب في عمليات الكر والفر التي استهدفت في الغالب البلدات والقرى الحدودية. لقد حصلوا على موطئ قدم غريب في أراضي بعضهم البعض لكنهم لم يتمكنوا من الاحتفاظ به لفترة طويلة. وعلى الرغم من أن معظم موانئ العراق أغلقت أو دمرت بسبب الحرب، إلا أن العراق تلقى دعما ماليا ولوجستيا كبيرا من عدة دول خليجية، باعت أيضا النفط العراقي نيابة عنه. وكان جزء كبير من هذا الدعم يصل إلى العراق عبر الخليج.

هدف إيران

أصبحت السيطرة على الفاو هدفا ملحا للنظام الإيراني حيث سعى إلى حرمان العراق من بوابته البحرية الوحيدة وإجبار صدام على قبول شروطه لإنهاء الحرب.

ونتيجة لذلك، واصلت القوات الإيرانية هجماتها المكثفة على البلدات الحدودية العراقية على طول شط العرب. في فبراير 1986، اجتاح 30,000 جندي إيراني القوات العراقية المحصنة في الفاو، واحتلوا البلدة، مما تسبب في خسائر فادحة.

وفي الأسابيع الخمسة التالية، قتل أكثر من 52,000 جندي عراقي في سلسلة من الهجمات اليائسة لاستعادة الفاو.

تحت ضغط الخسائر الفادحة، وافق صدام على وقف المزيد من الهجمات، وفي غضون ذلك، بدأ العراق تدريب القوات الخاصة في تضاريس مماثلة بالقرب من العمارة. وانضمت إليهم قوات الحرس الجمهوري، التي كانت النخبة في الجيش العراقي من حيث التدريب والمعدات.

الهجوم الأكبر والأكثر فعالية

كانت الخطة هي توجيه وابل هائل من النيران على مواقع العدو “لشل حركته منذ اللحظات الأولى”، في الـ 17 من أبريل عام 1988، وفي أول 45 دقيقة من الهجوم، فتحت أكثر من 1000 قاذفة مدفعية وصاروخية النار مستهدفة مواقع الإيرانيين.

وبعد ثلاثين دقيقة، انضمت 150 دبابة إلى الهجوم، إضافة إلى عشرات المروحيات والطائرات، وقالت القيادة العراقية إن تحرير الفاو لم يستغرق أكثر من 35 ساعة. وقال القادة المعنيون إنه لم يكن هناك قتال مباشر لأن قوة النيران المكثفة قامت بكل العمل.

وتقول تقارير كثيرة إن قوات صدام قتلت مئات الجنود الإيرانيين بالأسلحة الكيماوية خلال الهجوم. وحملت القوات العراقية زخم انتصار الفاو للتقدم شرقا واستعادة بقية الأراضي التي استولت عليها إيران.

العودة لاتفاق الجزائر

بعد أقل من أربعة أشهر، انتهت الحرب واتفق الجانبان على الالتزام بشروط اتفاقية الجزائر. وبعد ثماني سنوات من المذبحة، لم يحقق أي من الطرفين أهدافه وظلت الحدود في نفس الموقف.

بحلول نهاية الحرب في 20 أغسطس 1988، لم يتبق الكثير في وسط الفور – مسجد به مئذنة مدمرة، ومدرسة متضررة جزئيا، ومقهى صغير قديم ومنهار على حافة المياه. أما الباقي فقد دمر تماما.

ولم تسمح السلطات العراقية للناس بالعودة إلى منازلهم في البلدة. أعادوا تصميم مركز الفاو وقصروا حملة إعادة الإعمار على الدوائر الحكومية.

ضريبة الغزو.. العراق يقضي آخر ديونه للكويت

“الفاو” تختار السعودية راعيًا للسنة الدولية للمصايد وتربية الأحياء المائية 2022

منْ أباد «حلبجة» بالكيماوي.. صدام حسين أم إيران ؟