في عام 1979، ظهر جهاز «وكمان» كأول مُشغل موسيقى محمول، ليصبح امتلاكه مرادفاً للثروة، وتعبيراً عن المرح والتباهي بين المستخدمين، ورمزاً للوجاهة الاجتماعية، إذ كان يماثل في قيمته امتلاك ما نعيشه اليوم، من أغلى الجوالات وأحدث الأجهزة الإلكترونية المعاصرة.
ومع مرور 43 عاماً على طرح هذا الجهاز الأسطوري من قبل شركة سوني اليابانية، ضمن ماركة «وكمان»، وما رافقه من نمط حياة استثنائي في حقبة الثمانينات، في البيوت والأندية والجامعات، وإثراء للموسيقى والمراسلات الصوتية حينذاك، نروي قصة خروجه للعالم، وفقاً لموقع “نايبون” الياباني.
أداة تيسير وترفيه
جاءت النسخة الأولى من «وكمان»، بلون أيقوني جمع بين الأزرق والفضي، وبتكلفة مرتفعة حينذاك بلغت 150 دولاراً للجهاز الواحد، لكنها لم تعرقل التهافت على شرائه الذي بلغ 30 ألف نسخة خلال أول شهرين من طرحه، ثم بمعدل بيع 5000 وحدة شهرياً.
وكان الدافع الأبرز لشركة “سوني” لتصنيع هذا الجهاز، هو مساعدة الصحفيين في امتلاك أجهزة تسجيل سهلة الحمل لتسجيل الحوارات الصحفية، لكن سرعان ما تطور الأمر بعدما طرحت الشركة لعملائها خواص جديدة في الجهاز تمكنهم من الاستماع إلى الموسيقى إلى جانب ميزة التسجيل الصوتي، وذلك عبر جهاز Walkman TPS-L2، ما ساهم في انتشار مبيعاته خارج اليابان، تحت مسميات تسويقية مختلفة منها: Sound-about في أمريكا، وFreestyle في أستراليا.
ويعود الفضل في إضافة خاصية الموسيقى «وكمان»، إلى كيروكي ياسو، الذي عكف على تطوير الجهاز، واستحق لقب مستر وكمان، إذ طرح كتاباً في وقت لاحق شرح فيه كيف عمل على تصميم وابتكار هذا الجهاز الثوري المتميز، بعنوان: “وكمان ستايل بلاينيج”.
انتشار فائق
بحلول أبريل عام 1980م، ذاع صيت «وكمان» في العالم، فارتفعت معدلات تصنيعه إلى 140 ألف وحدة شهرياً، من أجل محاولة تلبية الطلب المتزايد على الجهاز من مختلف أنحاء العالم،
أما في عام 1981م، فظهر الجيل الثاني من «وكمان» بميزات إضافية شملت تصغير حجمه، ونقل أزرار التحكم من الجنب للأمام، بمسمى تجاري جديد ” WM-2″.
ومع إضافة هذه الميزات، بلغ حجم مبيعات الجيل الثاني نحو مليون نسخة في 9 أشهر، مقارنة بـ 1.5 مليون نسخة في أول عامين بالنسبة لنسخة الجيل الأول.
احتدام المنافسة
جذب النجاح الباهر لجهاز «وكمان» العديد من الشركات العالمية للاستثمار في صناعته وتجارته، منها شركتي “أيوا” و”ماتوشيتا إلكتريك” التي عرفت لاحقا باسم باناسونيك، بالإضافة إلى شركة توشيبا للاستثمار في صناعة وتطوير مثل هذه الأجهزة.
ورغم دخول المنافسين الجُدد إلا أن الطلب المتزايد على نسخة وكمان من الشركة الأم لم يتوقف، حيث بلغ 5.5 مليون بنهاية أكتوبر عام الأول 1982م.
عام النهاية
ظل «وكمان» أحد أشهر الأجهزة الإلكترونية في العالم، حتى العام 2010م، حين أنهت سوني تصنيع جهاز، في ظل التطور التقني الهائل الذي شهد ظهور أجهزة مماثلة فائقة التطور، بعد أن حقق هذا الجهاز مبيعات إجمالية خلال رحلته وصلت لـ400 مليون نسخة، وما مثله من نمط استثنائي للحياة مطلع ثمانينيات القرن الماضي.
محطات مهمة في تاريخ الموسيقى المحمولة
كيف يبدو عالم الهواتف المحمولة في 2021؟
أشهر العلامات التجارية لأجهزة الحواسيب المحمولة في الولايات المتحدة