تعود التوترات بين روسيا وأوكرانيا إلى نحو 8 سنوات، تحديدًا في منطقة دونباس التي تقع جنوب شرق أوكرانيا، وتشهد نزاعًا مسلحًا عنيفًا بين الجيش الأوكراني وقوات انفصالية مدعومة من الجانب الروسي.. ومؤخرًا أصبح العالم يتحدث عن حرب متوقعة قد تحدث في أي لحظة.
تنفي روسيا نيتها غزو أوكرانيا، ورغم حشد قواتها على الحدود فإنها تقول إن عتادها وجنودها موجودين بهدف تدريبات عسكرية مشتركة مع بيلاروسيا. ومع ذلك باشرت عدة شخصيات بالوساطة لإيجاد حلول دبلوماسية لمنع أي تصعيد أو حرب قد تشعل المنطقة بأكملها.
هناك بعض المفاتيح التي تكشف وتسهل فهم الأزمة وخلفياتها وما قد يصل إليه الوضع القائم حاليًا بين البلدين.
منصة حوار “نورماندي”
تضم طرفي الأزمة “أوكرانيا وروسيا” إلى جانب وساطة ألمانيا وفرنسا، كان هذا بعد الاشتباكات شرق أوكرانيا عام 2014 بين القوات الحكومية والميليشيا الانفصالية المدعومة من روسيا.
تعتبر منتدى غير رسمي للقنوات الدبلوماسية. ركزت مفاوضاتها على تهدئة الصراع بين البلدين وعقدت عدة جولات من وقتها، ما أسفر عن توقيع اتفاقية مينسك عام 2015. وقد استؤنفت المحادثات الرباعية ضمن “صيغة نورماندي” مرة أخرى في يناير 2022 في برلين وباريس.
منظمة الأمن والتعاون
منصة دبلوماسية مهمة في حل الصراعات الجيوسياسية الكبرى في أوروبا وآسيا الوسطى، تضم 57 دولة من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا، وتعتبر المنظمة الأمنية الوحيدة في العالم التي تربط بين دول أوروبا وأمريكا الشمالية كافة. وتشارك مباشرة في الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة بين أوكرانيا وروسيا.
اتفاقية مينسك
كانت في 2015 بوساطة ألمانية فرنسية، جمعت بين الرئيس الروسي ونظيره الأوكراني في العاصمة البيلاروسية مينسك، وبعد عدة مفاوضات كانت النتيجة بتوقيع اتفاقية لوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا وسحب الجانبين للأسلحة الثقيلة.
لم تُنفذ الاتفاقية بالكامل، وتبادل الطرفان الاتهامات حول عدم الالتزام بالبنود، واستمرت الاشتباكات المسلحة.
دونباس
يوجد فيها أحد أكبر احتياطيات الفحم في أوكرانيا، وكانت إحدى أهم مراكز الصناعات الثقيلة في الاتحاد السوفيتي السابق، ويشكل الروس غالبية السكان فيها، والأغلبية يتحدثون باللغة الروسية. وقد اعترفت أوكرانيا بالوضع الخاص للمنطقة في اتفاقية مينسك، ووافقت على منحها المزيد من صلاحيات الحكم الذاتي.
في استفتاء عام 2014 اختار الناخبون في شبه جزيرة القرم أن يتحدوا مع روسيا، ورغم توقيع عقوبات من الولايات المتحدة والدول الغربية على روسيا، فإن الأخيرة أصرت على أن ضمها شبه جزيرة القرم كان وفقًا للخيار الشرعي لشعب القرم، وأنها لم تلعب دورًا في صراع دونباس.
وتتهم روسيا أوكرانيا بانتهاك اتفاقية مينسك وقمع أصحاب الأصول الروسية في دونباس، كما اتهمت حلف الناتو والولايات المتحدة بممارسة “نشاط استفزازي” في منطقة البحر الأسود، وطالبت الناتو باستبعاد أوكرانيا ورفض انضمامها إليه بشكل نهائي ودائم.
خط أنابيب نورد ستريم 2
بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، ظلت روسيا تحتفظ بأكبر احتياطيات الغاز في العالم، لكن أوكرانيا ورثت خطوط الأنابيب، ومن وقتها اختلف البلدان حول هذا الإرث.
و”نورد ستريم 2″ هو مشروع خط أنابيب جديد لنقل الغاز الطبيعي بطول 1200 كيلومتر، يمتد من غربي روسيا إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق. ويعتبر خط إمدادات الغاز الذي تبلغ كلفته مليارات الدولارات ورقة مساومة رئيسية في الجهود الغربية المبذولة للحيلولة دون غزو روسي محتمل لأوكرانيا، وهناك أيضا معارضة للمشروع داخل الاتحاد الأوروبي، خشية استخدام روسيا الغاز كسلاح لزيادة نفوذها في أوروبا.
سيناريوهات لحل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا.. هل يمكن أن تمنع الحرب؟
