يستعد مجمع التحرير الذي يقع في وسط القاهرة، لدخوله في مرحلة جديدة، بعدما أعلنت الحكومة عن نية تجديده ووضعت خطط لتحويله إلى مكان يقدم خدمات فندقية وإدارية، بعملية تجديد مسندة إلى تحالف عقاري أمريكي إماراتي باستثمارات تصل إلى 3.5 مليار جنيه.. أكثر من 84 مليون دولار.
مبنى تاريخي
يرجع تاريخ المجمع إلى عهد الملك فاروق، وتم افتتاحه عام 1951 على مساحة 28 ألف متر مربع، وبارتفاع 14 طابقًا تضم أكثر من 1300 حجرة.
يطل المجمع على “التحرير” أكبر ميادين مصر ويضم 41 جهة حكومية يتردد عليها يوميًا آلاف المواطنين من داخل وخارج القاهرة، وتأتي خطة التطوير بهدف تخفيف الازدحام المروري في المنطقة، بعد نقل الخدمات التي كانت تُقدم داخله لعدة مصالح حكومية.
طوابير وازدحام.. وسينما
عُرف مجمع التحرير بالازدحام دائمًا وطوابير المواطنين الذين ينتظرون إنهاء الطلبات والإجراءات الحكومية التي قد تطلب أيامًا وأسابيعًا في بعض الأحيان لإتمامها.
هذا الوضع ركزت عليه السينما المصرية في فيلم الإرهاب والكباب، من بطولة عادل إمام، الذي قام بدور مواطن يريد إنهاء إجراءات داخل المجمع لنقل أطفاله من مدرسة لأخرى، بينما يواجه الموظفين الذين يعملون برتابة وعدم مسئولية.
تطوير آخر
لم يكن مجمع التحرير هو الوحيد في هذه المنطقة الذي خُطط لتطويره والاستثمار فيه، فمنطقة وسط القاهرة شهدت خلال الأعوام القليلة الماضية عدة تطويرات وتحديثات شملت أغلب المنطقة، بداية من ترميم المباني التاريخية مرورًا بضبط الطرق وتجميل الشوارع، وصولًا إلى افتتاح ميدان التحرير بشكله الجديد الذي تتوسطه مسلة وأربعة تماثيل لكباش فرعونية بالتزامن مع احتفال موكب المومياوات الملكية.
وأوضحت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية، هالة السعيد، أن المبنى لم يكن مستغلًا بالشكل الأمثل في ظل وجوده في مكان يحمل رمزية عالية، مضيفة أن مشروع تحويل المجمع إلى فندق جاء بهدف تعظيم الاستفادة منه، بعد دراسة الكثافات المرورية في المنطقة والسعة الفندقية للمبنى.
ويعد مجمع التحرير أول ممتلكات صندوق مصر السيادي الذي تقرر السلطات بدء الاستثمار فيه، وهي خطوة يراها اقتصاديون بداية للاستفادة من الثروة العقارية التي سيخلفها الانتقال الإداري المرتقب إلى العاصمة الإدارية الجديدة.
باعتباره رمزًا للقمع والاستبداد | مكسيكو سيتي تستبدل تزيل تمثال كولومبوس