حمية جديدة غيرت كثيراً من المفاهيم الصحية، بل وقلبت كافة الموازين والآليات التي اعتاد الجميع على اتباعها لخسارة الوزن، وحققت نتائج مبهرة لكل من التزم بتعليماتها، إنها الكيتو، نظام غذائي جديد يهدف لخسارة الوزن، ومؤخراً لقي رواجاً كبيراً في كافة أنحاء العالم. ومن أغرب شروط الكيتو، أنه يلزم من يتبعه بتناول المزيد من الدهون؛ لخسارة المزيد من الدهون! وما إن تكتب كلمة كيتو بالعربية على المواقع الإلكترونية، حتى تظهر لك سلسلة لا تنتهي من الخطط الغذائية ووصفات الطبخ المتنوعة المناسبة لهذا النظام وبدائل الأطعمة، إضافة إلى عشرات القنوات الإرشادية المجانية.
الهرمونات والأجسام الكيتونية
وعلى الرغم من نتائج الكيتو المبهرة، فإن هناك العديد من التحفظات الطبية على هذه الحمية؛ لأنها تعتمد على تحريض الجسم لإنتاج ما يسمى “الأجسام الكيتونية” التي يُصنِّعها الكبد بهدف ضبط عمل الهرمونات المختلفة بشكل أكثر توازناً، إذ يعتمد نظام الكيتو على الدهون (بنسبة تتراوح بين 75 – 80%) كمصدر أساسي لطاقة الجسم بدلاً من النشويات سريعة الحرق، والتي يتحول جزء كبير منها إلى دهون تتراكم في الجسم، لذا فإن اعتماد متبعي حمية الكيتو على الدهون بدلاً من النشويات، يلغي حاجة أجسامهم للنشويات، ومن ثم يحرض على حرق الدهون القديمة المتراكمة بسبب النشويات المستهلكة في السابق.
تجويع الكربوهيدرات
ويعد الهدف النهائي لنظام الكيتو، هو إجبار جسم الإنسان على الدخول في حالة تجويع الكربوهيدرات وليس السعرات الحرارية.
ومؤخراً انتشرت الكثير من المفاهيم الخاطئة حول اتباع مثل هذه الأنظمة، وتسببت في نظرة سيئة السمعة إلى الكيتو، وكان هناك كم كبير من الدراسات التي نُشرت على مدى السنوات الـ 30 الماضية تبين كيف تكون كثرة الدهون مقابل قلة الكربوهيدرات أمراً مفيداً.
فوائد نظام الكيتو
هناك العديد من الفوائد التي تأتي مع اتباع حمية الكيتو، تتمثل فيما يلي:
فقدان الوزن
يُتَّبع نظام الكيتو في الأساس لحرق دهون الجسم كمصدر للطاقة، لذلك تكون هناك نتائج واضحة لفقدان الوزن، إذ تنخفض مستويات الأنسولين (هرمون تخزين الدهون) بشكل كبير، ما يحول جسم الإنسان إلى آلة لحرق الدهون.
وعلمياً، أظهر نظام الكيتو نتائج أفضل مقارنة بالأنظمة الغذائية الأخرى منخفضة الدهون وعالية الكربوهيدرات، حتى على المدى الطويل.
السيطرة على السكريات
وتبين أن نظام الكيتو يخفض مستويات السكر في الدم بسبب نوع الأطعمة التي يتم تناولها، وتشير الدراسات إلى أن هذا النظام وسيلة أكثر فعالية لإدارة ومنع مرض السكري مقارنةً بالأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحرارية.
التركيز العقلي
كثير من الناس يتبعون نظام الكيتو الغذائي بغرض زيادة الأداء العقلي، حيث تعد الكيتونات مصدراً كبيراً لطاقة الدماغ، فعندما تقلل من تناول الكربوهيدرات؛ تتجنب الارتفاع المفاجئ في نسبة السكر في الدم، وذلك يؤدي إلى تحسين التركيز.
زيادة الطاقة
أثبت نظام الكيتو أنه يمنح جسم الإنسان طاقة أفضل، ومزيداً من النشاط خلال اليوم، إذ إن الدهون هي أكثر الجزيئات فاعلية للحرق كوقود. علاوة على ذلك، فإن الدهون بطبيعتها تجعل من يتناولها في حالة شبع لفترة أطول.
الكوليسترول وضغط الدم
أظهر نظام الكيتو أنه يحسن مستويات الدهون الثلاثية ومستويات الكوليسترول الأكثر ارتباطاً بتراكم الشرايين.
كما تُظهر العديد من الدراسات حول الأنظمة الغذائية الكيتونية تحسناً أكبر في ضغط الدم مقارنة بالأنظمة الأخرى.
كما أن ارتباط بعض مشكلات ضغط الدم بزيادة الوزن؛ يعطي ميزة إضافية لنظام الكيتو الذي يؤدي إلى خسارة الوزن.
مقاومة الأنسولين
أظهرت الأبحاث أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات يمكن أن يساعد الأشخاص على خفض نسبة الأنسولين لديهم إلى مستويات صحية.
وإذا كنت رياضياً، يمكنك الاستفادة من الكيتو في ضبط مستوى الأنسولين؛ من خلال تناول الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية.
غذاء حمية الكيتو
يُنصح بتناول اللحوم والأسماك ولحم البقر والضأن والدواجن والبيض، بالإضافة إلى الخضراوات الورقية مثل السبانخ، والبروكلي والقرنبيط ومنتجات الألبان كاملة الدسم من الأجبان الصلبة والقشدة والزبدة والمكسرات والبذور والمكاديميا والجوز وبذور عباد الشمس، وأيضاً الأفوكادو والتوت، ويفضل تناول المُحليات الخالية من السعرات، والدهون بكافة أنواعها.
اقرأ أيضًا
حمية الكيتو.. الفوائد والمخاطر