شهد العالم في عام 2024 تصاعدًا ملحوظًا في عدد الهجمات الإرهابية، مع ارتفاع عدد الدول المتأثرة من 58 إلى 66 دولة، وفقًا لبيانات معهد الاقتصاد والسلام. وقد كشف التقرير الصادر عن المعهد خريطة جديدة عن تفاصيل أخطر 20 هجومًا إرهابيًا شهدها العام، استنادًا إلى عدد القتلى وتوزيعها الجغرافي.
تعريف الإرهاب حسب قاعدة البيانات العالمية
يعتمد معهد الاقتصاد والسلام على تعريف قاعدة البيانات العالمية للإرهاب، والذي يتضمن استخدام أو التهديد باستخدام العنف غير المشروع لتحقيق أهداف سياسية أو دينية أو اجتماعية من خلال التخويف والإكراه. ويشترط أن يكون العمل موجّهًا إلى جمهور أوسع من الضحايا المباشرين، وأن يكون خارجًا عن إطار القانون الدولي الإنساني.
الهجمات الإرهابية الأكثر دموية عام 2024
تصدرت النيجر وبوركينا فاسو قائمة الدول الأكثر تضررًا من الهجمات الإرهابية، حيث سُجلت مئات الوفيات في كل من هجمات تاندكادن، بارسالوغو، ومانسيلا. كما سجلت العاصمة الروسية موسكو هجومًا دمويًا خلف 144 قتيلاً في قاعة حفلات، أعلن تنظيم الدولة – ولاية خراسان مسؤوليته عنه.
وإليك لمحة عن أبرز الهجمات:
- النيجر: مقتل 237 جنديًا في هجوم بطهوا.
- بوركينا فاسو: مقتل 200 مدني في بارسالوغو.
- روسيا: 144 قتيلاً في هجوم موسكو.
- إيران: 95 قتيلاً في انفجار قرب نصب سليماني.
منطقة الساحل: بؤرة الإرهاب
برزت منطقة الساحل الإفريقي، الممتدة من السنغال إلى إريتريا، كبؤرة رئيسية للإرهاب، حيث سجلت أكثر من نصف الوفيات الناتجة عن الهجمات الإرهابية عالميًا عام 2024. وتعد بوركينا فاسو الأكثر تضررًا، إذ سجلت واحدة من كل خمس وفيات إرهابية حول العالم. تعزى هذه الطفرة في العنف إلى عوامل متشابكة تشمل ضعف الحوكمة، الصراعات العرقية، حدود غير محمية، وتوسع الشبكات الجهادية العابرة للحدود.
الجماعات الإرهابية الأكثر دموية طبقًا للتقرير
وفقًا للتقرير، جاءت الجماعات التالية كأخطر تنظيمات عام 2024:
- تنظيم الدولة ويرمز لها بالشعار (IS)
- جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (JNIM) وهي جماعة تأسست في مالي.
- طالبان باكستان (TTP)
- حركة الشباب ويرمز لها بالشعار (al-Shabaab) وهي حركة صومالية.
وسيطرت JNIM على نشاط الجماعات في بوركينا فاسو، حيث نفذت نصف الهجمات المسجلة هناك، مع ارتفاع ملحوظ في عدد الهجمات والوفيات بنسبة تجاوزت 50% مقارنة بعام 2023.
في النهاية
تكشف البيانات الجديدة عن تصاعد مقلق في وتيرة الهجمات الإرهابية، وتؤكد أن مناطق مثل الساحل الإفريقي باتت الأكثر تأثرًا عالميًا. وبينما تبقى الحلول معقدة، فإن تعزيز الاستقرار السياسي وتحسين الحوكمة وبناء تحالفات دولية فعالة يُعد من أبرز التحديات المطروحة لمواجهة هذه الظاهرة المتفاقمة.