logo alelm
 الحوثيون في مواجهة الاحتلال.. صراع الهروب من السلام

يطرح الحوثيون أنفسهم كطرف في مواجهة محتملة مع إسرائيل، في خضم التوترات الإقليمية المتصاعدة، وهي خطوة يراها محللون بأنها قد لا تهدف إلى القضاء على الجماعة بقدر ما تخدم أجندات إقليمية أكثر تعقيدًا، وتمنحها فرصة للهروب من استحقاقات السلام الداخلية في اليمن.

الحوثيون بين الحسابات الإسرائيلية والأجندات الإقليمية

يوضح الكاتب والباحث السياسي، مبارك آل عاتي، أن أي عدوان إسرائيلي محتمل على اليمن لن يستهدف القضاء على جماعة الحوثيين بشكل كامل.

وفي مداخلة له مع قناة “الإخبارية”، شرح آل عاتي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه ضغوطًا أمريكية وأزمة داخلية، قد يلجأ إلى تصدير أزماته عبر فتح جبهة جديدة، سواء في جنوب لبنان أو ضد اليمن.

وفقًا لهذا التحليل، فإن إسرائيل، في حال قررت شن هجوم، ستستهدف البنية التحتية ومقدرات الشعب اليمني الأساسية كمحطات الكهرباء، وليس القواعد العسكرية للجماعة بشكل ينهي وجودها.

ويعتقد آل عاتي أن الهدف من ذلك هو إبقاء اليمن ضعيفًا وغير مستقر، واستخدام الحوثيين لاحقًا كورقة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية تتعلق بخارطة المنطقة.

ويشير أن هذا التوجه يتوافق مع سياسة الولايات المتحدة التي لا ترغب هي الأخرى في إنهاء الجماعة، بل في إضعافها وتوظيفها كأداة ضغط إقليمية.

من جانب آخر، يؤكد آل عاتي أن الحكومة اليمنية الشرعية تعمل بتنسيق عالٍ مع الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وجامعة الدول العربية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، للحفاظ على استقرار اليمن، أشار أن دول الإقليم تؤمن بأن مستقبل اليمن يجب أن يقرره اليمنيون أنفسهم عبر حكومتهم الشرعية ومجلسها الرئاسي.

ويضيف آل عاتي أن الحوثيين لا يجيدون اللعب في مسارات السلام، بل إن حالة الهدوء التي سادت اليمن لقرابة ثلاث سنوات “تكاد تخنقهم”، مما يدفعهم إلى تحريك الأوضاع عبر استهداف إسرائيل أو إثارة القلاقل داخليًا.

وفي هذا السياق، تبقى قوة الموقف اليمني الموحد، تحت راية الحكومة الشرعية، هي الضمانة لتجاوز هذه “المعضلة”، وتفويت الفرصة على الحوثيين ومن يسعى لاستخدامهم لتحقيق مصالح خارجية.

شارك هذا المنشور:

المقالة السابقة

إنفوجرافيك| المجلس الوطني للسلامة والصحة المهنية يتوج بجائزة ORP الدولية

المقالة التالية

إنفوجرافيك| الديمقراطيون: لا لاستراتيجية نتنياهو في غزة