علوم

6 أنواع منقرضة يستطيع العلماء إعادتها إلى الحياة

نسلط الضوء في هذا التقرير، على 6 أنواع منقرضة يعتقد العلماء أنهم قادرون على إعادتها إلى الحياة، كما نستعرض أبرز النجاحات السابقة في هذا المجال، والتحديات الأخلاقية والعلمية التي ترافق هذه المحاولات

لطالما كان انقراض الأنواع حقيقة مؤلمة في تاريخ الأرض. ولكن مع تطور علم الوراثة، بات العلماء اليوم على أعتاب إنجاز علمي مذهل، هو إعادة أنواع منقرضة إلى الحياة.

هذا المشروع الطموح، الذي كان يومًا من نسج الخيال العلمي، يشهد حاليًا خطوات عملية تقودها فرق بحثية عالمية، تسعى عبر تقنيات مثل الاستنساخ والهندسة الوراثية لإحياء كائنات رحلت عن كوكبنا منذ آلاف السنين.

نسلط الضوء في هذا التقرير، على 6 أنواع منقرضة يعتقد العلماء أنهم قادرون على إعادتها إلى الحياة، كما نستعرض أبرز النجاحات السابقة في هذا المجال، والتحديات الأخلاقية والعلمية التي ترافق هذه المحاولات.

أنواع منقرضة يعتقد العلماء أنهم قادرون على إعادتها

الماموث الصوفي

يُعتبر الماموث الصوفي من أكثر الأنواع المنقرضة شهرة. عاش هذا الكائن الضخم في مناطق باردة من آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية قبل أن ينقرض قبل نحو 4,000 سنة. بفضل جثثه المحفوظة في التربة الصقيعية، توفرت للعلماء عينات حمض نووي عالية الجودة، ما جعل استنساخه هدفًا واقعيًا.

شركة “كولوسال بيوساينسز” الأمريكية تعمل على استخدام الاستنساخ عبر خلايا فيل آسيوي، لإنتاج نسل يحمل صفات الماموث. وقد نجح العلماء مؤخرًا في تطوير “فئران صوفية” باستخدام جينات مستخرجة من الماموث، في تجربة تؤكد إمكانية إعادة الأنواع المنقرضة إلى الحياة في المستقبل القريب.

الدودو

طائر الدودو الذي انقرض في القرن السابع عشر بات رمزًا عالميًا للانقراض البشري الناتج عن النشاطات الاستعمارية. وعلى الرغم من انقراضه المبكر، ما زال حمضه النووي محفوظًا في متاحف علمية.

في عام 2022، أعلن علماء عن نجاحهم في تجميع الجينوم الكامل للدودو من عينات قديمة، مما يفتح الباب أمام العلماء لإعادة الطائر من خلال تعديل جينات طيور قريبة منه مثل الحمام. يقول الخبراء إن إعادة الدودو قد تكون أسهل نسبيًا من إعادة الماموث نظرًا لبساطة بنية بيضه وتشابه خصائصه الوراثية مع الطيور الحديثة.

النمر التسماني

النمر التسماني، المعروف أيضًا بالثيلاسين، هو جرابي مفترس انقرض عام 1936 نتيجة المبالغة في اعتباره تهديدًا للمواشي. يحتفظ العالم بمئات العينات المحنطة منه، ما أتاح للباحثين في جامعة ملبورن إجراء تسلسل جيني شبه كامل له.

أندرو باسك، أحد رواد المشروع، يعمل مع شركة كولوسال لإعادة هذا النوع المنقرض إلى الحياة، رغم التحديات المرتبطة بتفكك الحمض النووي. إلا أن الفريق متفائل بإمكان تجاوز هذه العقبة بفضل تقنيات التحرير الجيني المتقدمة.

الحمام الزاجل

كان حمام الزاجل ذات يوم من أكثر الطيور عددًا في أمريكا الشمالية، لكن الصيد الجائر وتدمير موطنه أديا إلى انقراضه عام 1914. العلماء اليوم يحاولون استعادة هذا النوع من خلال دمج جيناته في جينوم حمام حديث ذي صلة.

تعمل مؤسسة “ريفايف آند ريستور” على تفقيس الجيل الأول من الحمام المهجن في عام 2025، في محاولة لإحياء هذا الطائر الرمزي ضمن سعيها إلى استعادة التوازن البيئي في الغابات الشرقية.

الذئب الرهيب

الذئب الرهيب، الذي عاش خلال العصر الجليدي، هو أحد أكثر الأنواع المنقرضة غموضًا. في أبريل 2025، أعلن علماء عن ولادة ثلاثة جراء باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية، ما يُعد اختراقًا علميًا مهمًا.

يمثل هذا الإنجاز أول خطوة حقيقية في طريق إعادة الأنواع المنقرضة إلى الحياة، حيث يثبت نجاح عملية الاستنساخ في كائن مفترس منقرض منذ أكثر من 10,000 عام، ويعزز الآمال بإمكانية إحياء أنواع أخرى من نفس الحقبة.

الأُرْخُص

الأُرْخُص، وهو سلف البقر المستأنس، كان ضخم البنية وقويًا. وقد انقرض في أوروبا خلال القرن السابع عشر. تُبذل جهود اليوم لاستخدام الحمض النووي للأرخُص لإنتاج سلالة تحمل صفاته، عبر إدخال جيناته في بقر حديث.

مشروع “تاوروس”، الذي يديره باحثون أوروبيون، يهدف إلى خلق حيوانات تحمل صفات الأُرْخُص البيئية والمورفولوجية، لدعم إعادة التوازن البيئي إلى الغابات الأوروبية.

العلماء بين الحلم والمخاطر

في ظل التقدم المتسارع في علم الوراثة، لا يبدو أن إعادة بعض الأنواع المنقرضة إلى الحياة أمر مستحيل. لكن المشروع لا يخلو من تحديات، أبرزها:

• الأخلاقيات البيولوجية: هل يحق للعلماء اللعب بقوانين الطبيعة؟

• البيئة والتوازن: كيف ستؤثر الكائنات المعادة على النظم البيئية الحالية؟

•  التمويل والاستدامة: هل تستحق هذه المشاريع الموارد التي تُنفق عليها؟

في النهاية، بات من الواضح أن مشاريع إعادة الأنواع المنقرضة إلى الحياة لم تعد مجرد خيال علمي. ومع استمرار التطورات في الاستنساخ والهندسة الوراثية، فإن السنوات القادمة قد تشهد عودة كائنات لطالما اعتُبرت جزءًا من الماضي، لكن يبقى السؤال: هل نحن مستعدون لاستقبالها؟

يمكنك أن تقرأ أيضًا:

أسباب حدوث الزلازل.. أسرار أحد أخطر الكوارث الطبيعية

نظام بيئي تحت الجليد: اكتشاف مذهل في أنتاركتيكا يكشف أسرارًا عمرها قرون
فريق سعودي يصنع بصمة علمية في المدار القطبي.. تعرّف على العقول خلف “مهمة فلك”