سياسة

المحادثات الأوكرانية-الأمريكية في الرياض: هل تقترب الحرب من هدنة؟

بدأ وفدان أوكراني وأمريكي، اليوم الأحد، محادثات في الرياض، اليوم الأحد، لمناقشة مقترحات لحماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية، في وقت تسعى فيه كييف وواشنطن إلى تهدئة مؤقتة للصراع المستمر مع روسيا منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وأعلن وزير الدفاع الأوكراني، رستم أوميروف، الذي يقود الوفد الأوكراني، عبر فيسبوك، أن هذه المحادثات تأتي في إطار «تنفيذ توجيهات الرئيس الأوكراني لتحقيق سلام عادل وتعزيز الأمن». أما المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، فعبّر عن تفاؤله، مشيرًا إلى أنه يتوقع تحقيق «تقدم حقيقي» خلال اللقاءات.

ما أهداف المحادثات؟

تركّز المفاوضات في الرياض على وقف محتمل لضربات تستهدف منشآت الطاقة، حيث تعرضت البنية التحتية الأوكرانية لدمار كبير جراء القصف الروسي المستمر.

ووفقًا لأوميروف، فإن الوفدين يناقشان إجراءات لحماية هذه المنشآت ومنع تكرار الهجمات التي تفاقم أزمة الطاقة في أوكرانيا.

كيف تردّ موسكو؟

في المقابل، أبدى الكرملين تحفظًا واضحًا حيال هذه المحادثات، إذ وصف المتحدث باسمه، دميتري بيسكوف، المفاوضات بين الوفدين الروسي والأمريكي،  بأنها ستكون «صعبة»، مشيرًا إلى أن المحادثات «ما زالت في بدايتها».

من بين النقاط الخلافية بين الأطراف المتفاوضة، مسألة وقف إطلاق النار في البحر الأسود، حيث تسعى واشنطن إلى إحياء اتفاق تصدير الحبوب الذي انهار عام 2023 بعد انسحاب موسكو منه، متذرعة بعدم تنفيذ الغرب التزاماته بتخفيف العقوبات عن المنتجات الزراعية الروسية.

هل تنجح الجهود الدبلوماسية؟

رغم أن كييف أبدت استعدادها لهدنة «عامة» غير مشروطة، فإن الكرملين يرفض تقديم أي تنازلات كبيرة في ظل تفوقه العسكري على الأرض، خصوصًا مع استمرار القتال في منطقة كورسك الحدودية التي تحاول القوات الأوكرانية استعادتها.

ويتوقع محللون أن يكون تحقيق أي تقدم مرهونًا بموافقة روسيا على وقف القصف المتبادل للبنية التحتية للطاقة، وهو ما لم تؤكده موسكو حتى الآن. ووفق بيسكوف، فإن «النقاش مع الأمريكيين سيركز على إعادة تفعيل اتفاق الحبوب» أكثر من بحث أي هدنة.

ما آخر التطورات العسكرية؟

على الصعيد الميداني، تتواصل المعارك العنيفة على عدة جبهات. حيث أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الأحد، استعادة قرية صغيرة في منطقة لوغانسك الشرقية، وهو تقدّم نادر في منطقة تسيطر عليها روسيا بشكل شبه كامل منذ 2022.

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها سيطرت على بلدة سريبنيه في الشرق الأوكراني.

ولم يقتصر التصعيد على الجبهات القتالية، إذ تعرّضت العاصمة الأوكرانية كييف لهجوم مكثف بمسيّرات روسية، مساء السبت، مما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى دعوة حلفائه لتكثيف الضغوط على موسكو.

ما تأثير هذه المحادثات على مستقبل الحرب؟

يرى خبراء أن نجاح هذه المحادثات قد يمهد لاتفاق أوسع يشمل تخفيف حدة القتال، خصوصًا في البحر الأسود، حيث أعرب المبعوث الأمريكي ويتكوف عن أمله في التوصل إلى «هدنة بحرية» قد تفتح الباب أمام مفاوضات أكثر شمولية حول وقف إطلاق النار بشكل عام.

لكن التباين في مواقف الأطراف المتحاورة، وخصوصًا بين أوكرانيا وروسيا، يعقّد من إمكانية الوصول إلى حل سريع. فبينما تحاول واشنطن وكييف تحقيق مكاسب دبلوماسية، يبدو أن موسكو لا تزال تراهن على تفوقها العسكري للضغط على الغرب قبل تقديم أي تنازلات.