مع اقتراب نهاية شهر رمضان المبارك لعام 1446هـ، يترقب المسلمون في جميع أنحاء العالم موعد عيد الفطر السعيد، الذي يُعتبر من أهم المناسبات الدينية والاجتماعية.
يتساءل الكثيرون عن تاريخ بداية العيد، وما إذا كان شهر رمضان هذا العام سيكون 29 أو 30 يومًا في الدول العربية.
كما يهتم البعض بمعرفة كيفية إجراء الحسابات الفلكية لتحديد هذه المواعيد، بما في ذلك لحظة الاقتران وغيرها من الظواهر الفلكية المرتبطة.
موعد عيد الفطر 1446هـ في الدول العربية
وفقًا للحسابات الفلكية الصادرة عن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، من المتوقع أن يكون أول أيام عيد الفطر المبارك لعام 1446هـ هو يوم الأحد، الموافق 30 مارس 2025م.
يستند هذا التوقع إلى أن هلال شهر شوال سيولد مباشرة بعد حدوث الاقتران في تمام الساعة الواحدة ظهرًا بتوقيت القاهرة المحلي يوم السبت 29 رمضان 1446هـ الموافق 29 مارس 2025م، وهو ما يُعرف بيوم الرؤية.
في هذا اليوم، سيبقى الهلال الجديد في سماء مكة المكرمة لمدة 7 دقائق، وفي القاهرة لمدة 11 دقيقة بعد غروب الشمس.
أما في بقية محافظات مصر، فستتراوح مدة بقاء الهلال في السماء بين 9 و12 دقيقة.
بالنسبة للعواصم والمدن العربية والإسلامية الأخرى، سيبقى الهلال الجديد بعد غروب الشمس لمدد تتراوح بين 3 و19 دقيقة.
يُلاحظ أن الهلال الجديد سيغرب قبل غروب الشمس في كوالالمبور بماليزيا بـ5 دقائق، وفي جاكرتا بإندونيسيا بـ7 دقائق.
عدد أيام شهر رمضان 1446هـ
بناءً على المعطيات الفلكية المذكورة، يُتوقع أن يكون شهر رمضان لعام 1446هـ مكتملاً (30 يومًا) في بعض الدول، في حين قد يكون ناقصًا (29 يومًا) في دول أخرى، وذلك اعتمادًا على إمكانية رؤية الهلال في كل دولة.
فعلى سبيل المثال، تشير الحسابات الفلكية في الأردن إلى أن عيد الفطر سيوافق يوم الإثنين 31 مارس 2025م، مما يعني أن شهر رمضان سيكون 30 يومًا في الأردن.
في المقابل، قد تحتفل دول أخرى بعيد الفطر يوم الأحد 30 مارس 2025م، مما يعني أن شهر رمضان سيكون 29 يومًا في هذه الدول.
الحسابات الفلكية لتحديد موعد عيد الفطر
تُستخدم الحسابات الفلكية لتحديد المواعيد الدقيقة للأهلة والشهور القمرية، بما في ذلك شهر شوال الذي يحدد بداية عيد الفطر.
تعتمد هذه الحسابات على عدة عوامل وعمليات حسابية دقيقة، منها:
لحظة الاقتران (المحاق): هي اللحظة التي يكون فيها القمر بين الأرض والشمس على استقامة واحدة، مما يجعل وجهه المضيء غير مواجه للأرض، وبالتالي لا يمكن رؤيته. تحدث هذه الظاهرة مرة كل شهر قمري، وتُعتبر بداية دورة القمر الجديدة.
ولادة الهلال الجديد: بعد لحظة الاقتران، يبدأ الهلال الجديد في الظهور تدريجيًا. يعتمد توقيت ولادة الهلال على موقع القمر بالنسبة للأرض والشمس، ويختلف من شهر لآخر.
مواعيد غروب الشمس والقمر: يتم حساب مواعيد غروب الشمس والقمر في يوم 29 من شهر رمضان (يوم الرؤية) لمعرفة ما إذا كان الهلال سيبقى في السماء بعد غروب الشمس لفترة كافية لرؤيته بالعين المجردة أو باستخدام التلسكوبات.
زاوية الاستطالة: هي الزاوية بين الشمس والقمر كما تُرى من الأرض. إذا كانت هذه الزاوية كبيرة بما يكفي، فإن إمكانية رؤية الهلال تكون أعلى.
ارتفاع الهلال عن الأفق: كلما كان الهلال أعلى في السماء بعد غروب الشمس، زادت فرصة رؤيته.
تُجمع هذه العوامل معًا في نماذج رياضية وفلكية لتحديد إمكانية رؤية الهلال في مواقع جغرافية مختلفة.
تُصدر المراصد والمعاهد الفلكية تقارير وتوقعات بناءً على هذه الحسابات، لتقديم إرشادات حول إمكانية رؤية الهلال وتحديد بداية الشهر القمري الجديد.
دور الرؤية الشرعية في تحديد موعد عيد الفطر
على الرغم من دقة الحسابات الفلكية، تعتمد العديد من الدول الإسلامية على الرؤية الشرعية للهلال لتحديد بداية شهر شوال وموعد عيد الفطر.
يتم ذلك امتثالًا لحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين”.
في مساء يوم 29 رمضان، تُشكَّل لجان شرعية تضم علماء دين وفلكيين ومواطنين موثوقين لتحري رؤية الهلال. إذا ثبتت رؤية الهلال، يُعلن عن نهاية شهر رمضان وبداية عيد الفطر في اليوم التالي. أما إذا لم تُرَ الهلال، فيُكمل شهر رمضان 30 يومًا.