سياسة

قيادات الحوثي المدرجة على قائمة العقوبات الأممية

أدرجت لجنة العقوبات في مجلس الأمن، ثلاثة من قيادات ميليشيا الحوثي المتحالفة مع إيران، على قائمة العقوبات الأممية، وهم صالح مسفر الشاعر ويوسف المداني ومحمد عبد الكريم الغماري.

كانت الولايات المتحدة قد فرضت في مايو الماضي، عقوبات على اثنين من هذه القيادات العسكرية الحوثية هما المداني والغماري، وهما المسؤولان العسكريان الحوثيان اللذان يقودان هجوم الحركة المتحالفة مع إيران للسيطرة على مدينة مأرب.

في السطور التالية، نستعرض أبرز المعلومات عن هذه القيادات الحوثية، ونتعرف على أدوارهم:

صالح الشاعر.. المسؤول الخفي عن “إمبراطورية الحوثي المالية”

برز اسم القيادي الحوثي صالح مسفر الشاعر، المكنى “أبو ياسر” عقب الانقلاب بأشهر قليلة، حيث تولى مسؤولية الإمدادات لمقاتلي الميليشيا الإرهابية المتحالفة مع إيران، وورد اسمه بعد ذلك في تقارير لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة المعنية بمراقبة الالتزام بقرار مجلس الأمن بشأن منع تهريب الأسلحة للميليشيات والأشخاص الموضوعين في قائمة العقوبات الدولية.

ويُعد الشاعر، الذي ولد في مديرية رازح غرب محافظة صعدة الحدودية، هو المطلوب رقم (35) ضمن قائمة الـ 40 إرهابياً حوثياً، المطلوبة لتحالف دعم الشرعية، ورصد مكافأة خمسة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

ويعد صالح الشاعر أحد أبرز القيادات المالية والاقتصادية في الحركة الحوثية الإرهابية، وعلاقته بعبد الملك الحوثي تعود إلى زمن حروب الدولة ضد تمرد الميليشيا في صعدة، حيث كان من أوائل الملتحقين بالحركة الحوثية، وعندما تولى عبد الملك الحوثي قيادتها كان من أبرز المقربين إليه ويحظى بثقته، فقد كان أحد تجار الأسلحة الذين زودوا الميليشيا بالأسلحة، وخاصة المضادة للدروع، خلال سنوات المواجهة مع القوات الحكومية في محافظة صعدة.

[two-column]

يعد صالح الشاعر أحد أبرز القيادات المالية والاقتصادية في الحركة الحوثية الإرهابية، ويوصف بأنه المسؤول الخفي عن إمبراطوريتها المالية

[/two-column]

واستناداً إلى خبرته في تهريب ونقل الأسلحة وتعامله مع تجارتها وشركات إنتاجها والوسطاء، فقد قربه عبد الملك الحوثي منه وأصبح المسؤول الأول عن تسليح الميليشيات وتهريب الأسلحة إليها عبر ميناء ميدي في محافظة حجة (شمال غرب)، حيث كانت الأطراف اليمنية منشغلة بالاحتجاجات المطالبة برحيل نظام حكم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح؛ ولهذا شغل موقع مساعد الدفاع للموارد البشرية ورئيس هيئة الإسناد اللوجيستي التابعة للميليشيات، إضافة إلى تعيينه في منصب مستحدث سمي “الحارس القضائي” على أموال المعارضين من سياسيين وتجار ونواب في البرلمان.

مُنح الشاعر صلاحيات مفتوحة، وبالإضافة إلى عملية إشرافه على حصر واقتحام ونهب منازل وممتلكات قيادات الأحزاب السياسية ورجال الأعمال الذين لم يخضعوا للميليشيا الإرهابية، فقد أوكلت إليه مهمة الاستيلاء ونهب أموال ومنازل الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه علي محسن الأحمر وقيادات الدولة المختلفة، وكذلك قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح، ومنازل وممتلكات الرئيس الراحل علي عبد الله صالح وأقاربه.

يوسف المداني.. القائد الميداني الأول للحوثيين

يرتبط بعلاقة مصاهرة مع زعيم الحوثيين، ويعتبر “عمه” نظراً لزواجه من ابنة شقيقه، ويعد المداني القائد الميداني الأول داخل الجماعة.

يكنى “أبو جبريل”، ويأتي في المرتبة الثانية على رأس قيادة ميليشيا الحوثي بعد زعيم المتمردين، عبد الملك الحوثي، رغم أن الأخير كان أحد جنوده في حروب صعدة الست للحوثيين ضد الحكومة (2004-2009م)، وطمح إلى تولي قيادة الحركة بدلاً منه باعتباره الأحق عقب مقتل عمه مؤسس الجماعة.

ووضع تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، يوسف المداني، في المرتبة الثامنة ضمن قائمة الـ 40 إرهابياً حوثياً، ورصد 20 مليون دولار لمن يدلي بأي معلومات تُفضي إلى القبض عليه أو تحديد مكان تواجده.

وتشير معلومات إلى أن يوسف المداني، هو همزة الوصل الرئيسة بين ميليشيا الحوثي والحرس الثوري الإيراني وحزب الله، حيث تولى عملية التواصل والإشراف على تدريب عناصرهم هناك، واستقدام خبراء ومدربين إيرانيين ومن حزب الله إلى اليمن، بجانب إشرافه الكامل على العمليات اللوجستية للدعم المقدم للحوثيين.

الغماري.. رئيس أركان الحوثيين

يشغل محمد عبد الكريم الغماري رئيس أركان الميليشيا الحوثية، وهو المطلوب رقم 16 على لائحة تحالف دعم الشرعية في قائمة الإرهابيين الحوثيين.

ونشأ الغماري، في عزلة ضاعن بمديرية وشحة في محافظة حجة، وتدرج في سلم القيادات الميدانية العسكرية للحوثيين الذين وقفوا إلى جانب عبدالملك الحوثي في الحرب الثانية والثالثة، عندما كان هارباً ومتخفياً في منطقة نقعة بصعدة مع بداية توليه زعامة وقيادة الميليشيا المتمردة.

وعمل الغماري سابقاً مشرفاً حوثياً في حجة، وتولى كذلك منصب المسؤول الأمني في صنعاء، وتفيد معلومات إلى أنه سافر عام 2012 إلى لبنان، خاصة الضاحية الجنوبية في بيروت لتلقي عدة دورات عقائدية وعسكرية على أيدي ميليشيا حزب الله.