رد الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، على تلميحات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى أن أوكرانيا هي المسؤولة عن الغزو الروسي الكامل في عام 2022، قائلًا إن ترامب وقع في “فقاعة تضليل”.
وطالب زيلينيسكي في التصريحات التي أدلى بها قبيل مباحثاته مع مبعوث ترامب لأوكرانيا، الرئيس الأمريكي بـ “مزيد من الحقيقة”، بعد أن قال الأول إن أوكرانيا “ما كان ينبغي لها أن تبدأ” الصراع، مضيفًا أن تصريحات الرئيس الأمريكي بأن رئيس أوكرانيا يتمتع بنسبة تأييد قدرها 4% فقط هي معلومات مضللة وأن أي محاولة لاستبداله ستفشل، خصوصًا وأن آخر استطلاع للرأي أجراه معهد كييف أثبت أنه يتمتع بنسبة ثقة قدرها 57% من الأوكرانيين.
تغيير النهج الأمريكي تجاه روسيا
خلال شهر واحد من توليه الحكم، عكس ترامب سياسة واشنطن تجاه روسيا، إذ أنهى المساعي التي من شأنها عزل روسيا، وعُقدت مباحثات بين كبار المسؤولين الأمريكيين والروس في السعودية، والتي استبعدت أوكرانيا وأوروبا من النقاشات على الرغم من الرغبة الأمريكية في أن تتدخل الأخيرة لضمان أي وقف لإطلاق النار.
وقال ترامب إنه قد يلتقي بوتن هذا الشهر. وقال الكرملين إن مثل هذا الاجتماع قد يستغرق وقتا أطول للتحضير له، لكن صندوق الثروة السيادية الروسي قال إنه يتوقع عودة عدد من الشركات الأمريكية إلى روسيا في وقت مبكر من الربع الثاني. في الوقت نفسه، قدم زيلينكسي مقترحًا لترامب يمنحه الحق في الاستفادة من احتياطيات أوكرانيا من المعادن الأرضية النادرة مقابل الحصول على دعم وضمانات أمنية أمريكية، ولكن الرئيس الأمريكي لم يذكر ذلك صراحة.
وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة قدمت لأوكرانيا 67 مليار دولار من الأسلحة و31.5 مليار دولار لدعم الميزانية، وإن المطالبات الأميركية بـ500 مليار دولار من المعادن “ليست محادثة جادة”، وإنه لا يستطيع بيع بلاده. من جانبه، أشاد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، والتي قال فيها إن الدعم الأمريكي السابق لمساعي أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي كان أحد الأسباب الرئيسية للحرب في أوكرانيا.
العقوبات الأوروبية على روسيا
اتفق مبعوثو الاتحاد الأوروبي، اليوم الأربعاء، على الحزمة السادسة عشرة من العقوبات على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا. ومن المتوقع أن يتم التصديق على الحزمة يوم الإثنين المقبل تزامنًا مع الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا.
وفيما يلي أبرز القيود التي فرضتها حزمة العقوبات الجديدة:
- الألومنيوم.. تحظر العقوبات استيراد الألومنيوم الروسي الأولي، بعد فترة زمنية مدتها عام واحد.
- النفط والغاز.. تم فرض العقوبات على 73 سفينة، معظمها ناقلات نفط، ليصبح المجموع 152 سفينة.
- الموانئ والمطارات الروسية.. قرار بحظر التعامل خصوصًا التي يتم استخدامها للتحايل على أسعار النفط ونقل مكونات الطائرات بدون طيار والصواريخ.
- ألعاب الفيديو.. فرض قيود على مبيعات أجهزة ألعاب الفيديو، وأدوات الترفيه الأخرى مثل أجهزة محاكاة الطيران وعصي التحكم، والتي يمكن إعادة استخدامها كأجهزة تحكم للطائرات بدون طيار.
- البنوك.. إزالة إمكانية الوصول إلى شبكة الرسائل المصرفية العالمية SWIFT لـ 13 بنكًا وحظر المعاملات مع ثلاثة بنوك روسية.
ومن المقرر أن تشمل قائمة العقوبات الأوروبية على روسيا 48 فردًا و35 كيانًا والتي ستخضع لتجميد الأصول وحظر السفر إلى الاتحاد الأوروبي، من ناحية أخرى سيتم تعليق تراخيص البث لثماني وسائل إعلام روسية. وحتى الآن، فرضت روسيا سيطرتها على نحو خمس مساحة أوكرانيا، وتشن بانتظام هجمات على بلدات ومدن تقع بعيدا عن خط المواجهة الذي يمتد ألف كيلومتر عبر شرق وجنوب البلاد، حيث تسعى جاهدة لكسب المزيد من الأراضي.
وانتقدت فرنسا تصريحات ترامب بشان مسؤولية أوكرانيا عن الغزو الروسي، وقالت إنها لا تفهم السبب وراء الإدلاء بها، وذلك في الوقت الذي يعقد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اجتماعًا مع بعض الزعماء الأوربيين وكندا، اليوم الأربعاء، عقب اجتماع مماثل مع بريطانيا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا والدنمرك وهولندا والاتحاد الأوروبي يوم الاثنين.
اقرأ أيضًا:
اندفاع ترامب لتسوية حرب أوكرانيا يهدد أمن أوروبا
