تصدرت المملكة العربية السعودية قائمة الدول العربية الأكثر إنفاقًا على التسليح، بينما احتلت المرتبة السابعة عالميًا، وفقًا لأحدث إحصائيًة للإنفاق العسكري.
وأظهرت الأرقام الصادرة، هذا الأسبوع، عن «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية»، إنفاق السعودية بلغ 72 مليار دولار خلال عام 2024، لتحافظ بذلك على موقعها بين أكبر عشر دول في العالم من حيث مخصصات الدفاع، بينما شهدت ألمانيا صعودًا لافتًا إلى المرتبة الرابعة عالميًا بعد تخصيصها 86 مليار دولار، متجاوزة بريطانيا التي سجلت 81 مليارًا، وحافظت الولايات المتحدة على موقعها في المرتبة الأولى بإنفاق بلغ 968 مليار دولار، تلتها الصين بـ235 مليارًا، ثم روسيا بـ146 مليارًا.
لماذا تصاعدت ميزانيات الدفاع عالميًا؟
تصاعدت الموازنات العسكرية خلال العقد الأخير مدفوعة بتوترات جيوسياسية متزايدة، أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع التهديدات في آسيا، وتنامي سباق التسلح في الشرق الأوسط.
وبحسب «معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام»، فإن تلك التطورات دفعت السعودية إلى الحفاظ على مستوى إنفاق مرتفع، إذ سجلت في 2023 مخصصات دفاع بلغت 75 مليار دولار، مستمرة بذلك في تصدر قائمة الدول العربية.
كيف أصبحت ألمانيا رابع أكبر قوة إنفاقًا؟
قادت ألمانيا التحولات اللافتة في ترتيب الدول الأكثر تسليحًا، إذ ارتفعت مخصصاتها الدفاعية بشكل غير مسبوق عقب الحرب الروسية على أوكرانيا.
وأشار «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» إلى أن الحكومة الألمانية ضخت 100 مليار يورو ضمن ما عرف بـ«الصندوق الخاص» لدعم جيشها، ما عزز موقعها لتتجاوز فرنسا واليابان وكوريا الجنوبية.
خلف هذا الإنفاق الاستثنائي، يكمن توجه ألماني جديد نحو تعزيز القدرات العسكرية، بعد عقود من سياسة دفاعية متحفظة، إذ صرح المستشار الألماني أولاف شولتس في فبراير 2022 بأن بلاده «ستنشئ أقوى جيش تقليدي في أوروبا»، معتبرًا أن الحرب في أوكرانيا «غيّرت وجه الأمن الأوروبي».
كيف ترسم واشنطن وبكين ملامح سباق التسلح؟
ما تزال الولايات المتحدة، بفارق شاسع، في صدارة الإنفاق العسكري عالميًا، إذ خصصت ما يقارب التريليون دولار خلال 2024، وفقًا لـ«المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية».
وفسر محللون هذه الأرقام بسعي واشنطن للحفاظ على تفوقها العسكري أمام الصين التي تنفق 235 مليار دولار، مع تعزيز وجودها في المحيطين الهندي والهادئ، في مواجهة صعود بكين.
وأشارت تقارير «معهد ستوكهولم» إلى أن الإنفاق الصيني ارتفع بأكثر من 60% خلال العقد الماضي، بما يتماشى مع تحديث جيشها وتوسيع نفوذها في بحر الصين الجنوبي، بينما واصلت روسيا أيضًا زيادة ميزانيتها الدفاعية، التي وصلت إلى 146 مليار دولار في 2024، رغم تبعات الحرب والعقوبات الغربية.
ما تأثير هذه الأرقام على ميزان القوى؟
يرى خبراء عسكريون أن هذه الطفرات في الموازنات الدفاعية تعيد تشكيل ميزان القوى الدولي، إذ أشار الباحث الأمني جيمس هاكيت في تقرير «المعهد الدولي» إلى أن «زيادة الإنفاق تعكس شعور الدول الكبرى بتصاعد التهديدات، ما يدفعها إلى تعزيز جاهزية قواتها».
ووفقًا لـ«رويترز»، فإن السباق العسكري المتصاعد في آسيا، خصوصًا بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية، يفرض ضغوطًا على دول المنطقة، كما يدفع التحالفات الغربية، مثل «الناتو»، إلى إعادة تقييم استراتيجياتها الدفاعية، وهو ما يفسر تعزيز ألمانيا لقدراتها.
في الشرق الأوسط، تسعى السعودية إلى تطوير منظومتها العسكرية لمواجهة تحديات أمنية إقليمية، في ظل استمرار النزاعات، وتعاظم النفوذ الإيراني، وفقًا لمحللين في «معهد ستوكهولم»، وهو ما يجعل موقعها بين كبار المنفقين جزءًا من معادلة أمنية تتجاوز حدودها.
اقرأ أيضًا: