مهدت خطوات أجداد آل سعود في جزيرة العرب قبل الإسلام إلى تأسيس الدولة السعودية بشكلها الحالي، وكانت الفترة التي عاش بها الأمير مانع بن ربيعة المريدي وتأسيس الدرعية هي الأبرز في التاريخ السعودي والذي جعل من “يوم التأسيس” ذكرى تدعو للفخر والاعتزاز حتى اليوم.
سنوات ما قبل التأسيس
تعود بداية القصة إلى القرن الخامس الميلادي عندما أتى بنو حنيفة إلى منطقة العارض في نجد وبدأوا في تأسيس “حَجر اليمامة” بوسط الجزيرة العربية على ضفاف وادي حنيفة، والتي ستُصبح فيما بعد جزءًا من الدول النبوية عند ظهور الإسلام. وبعد ذلك، شهدت الجزيرة العربية فترة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي بخلاف بعض الظروف العسكرية غير المناسبة في الفترة التي أعقبت انتهاء الخلافة الراشدة والتي دفعت العديد من أفراد قبيلة بني حنيفة إلى الهجرة لمناطق أخرى منذ منتصف القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي).
وبحلول منتصف القرن التاسع الهجري، وتحديدًا في عام 850م/1446م، تمكّن الأمير مانع بن ربيعة المريدي الحنفي من العودة إلى وسط الجزيرة العربية مهد أسلافه، ليضع اللبنات الأولى لتأسيس الدولة السعودية الأولى. وباستقراره في وسط الجزيرة العربية أسس مدينة الدرعية الثانية التي تكونت من غصيبة والمليبيد، والتي تميزت بالاستقرار والقدرة على اتوسع على النقيض من الدرعية التي كانوا يقطنون بها بالقرب من القطيف في شرق الجزيرة العربية.
الدرعية.. عهد جديد
في عام 1090 هـ (1679م)، ولد الإمام محمد بن سعود بن محمد بن مقرن في الدرعية، ونشأ بها وخاص تجارب عديدة من خلال عمله مع والده وجده خلال إدارتهم للإمارة، ساهمت في صقل شخصيته وزيادة حنكته المتعلقة بالحكم
ظلت إمارة الدرعية لمدة 280 عامًا تحت إدارة أبناء مانع المريدي، ليأتي الإمام محمد بن سعود ويتولى الحكم في منتصف عام عام 1139هـ (فبراير 1727م)، وتبدأ معه مرحلة جديدة في الإمارة انتقلت بها من الانقسام والضعف إلى القوة، حتى في البلدات المحيطة بها، كما وضع نظامًا ساهم في حماية رحلات الحج والتجارة ونظم الأوضاع الاقتصادية للدولة.
وبمرور الوقت زادت معرفة الإمام محمد بن سعود بأوضاع الدرعية ومعرفته بأحوال وتحديات المنطقة، وبدأ تدريجيًا في تنفيذ حلمه بإنشاء دولة مستقرة ليضع اللبنات الأولى لتأسيس الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية، والتي اكتمل بعد ذلك بناءها في عهد أبنائه وأحفاده.
الدولة السعودية الأولى.. مهد العلم
وضع أئمة الدولة السعودية الأولى العلم والتعليم على رأس أولوياتهم عند تأسيس المملكة، وكان حضور مجالس العلم التي تبدأ منذ طلوع النهار سمة أساسية لهذه المرحلة، وكانت المجالس تُعقد في الصيف عند الدكاكين الشرقية في بطن وادي حنيفة، وعند الدكاكين الغربية في الشتاء.
كان الإمام يحضر المجلس وكذلك الكثير من أهل الأعمال، وبعد انتهاء الدرس ينفض المجلس ليذهب الإمام إلى قصره ويبدأ في استقبال طلبات الناس حتى وقت القيلولة، ليذهب الجميع لصلاة الظهر داخل بيت الإمام ثم حضور الدرس الذي خصص له ثلاث طوابق متتالية حتى يتسع للعديد منهم. وعُرف عن الإمام سعود بن عبد العزيز بلغته ووفرة علمه، فإذا تكلم في المحافل أو مجالس الذكر يبهر عقل من لم يكن قد سمعه، كما كان متواضعًا للمساكين وذوي الحاجة، واتسم حديث بالمداعية والانبساط لخوصه وأصحابه وكان ذي رأي باهر وعقل وافر.
اقرأ أيضًا:
حقيقية تمديد إجازة يوم التأسيس 2025 للموظفين في السعودية
بمناسبة ذكرى “يوم التأسيس”.. تعرف على أئمة وملوك الدولة السعودية في مراحلها الثلاث