ينظر الساسة في ألمانيا إلى فريدريش ميرز، البالغ من العمر 69 عامًا، باعتبارع المرشح الأوفر حظًا لشغل منصب المستشار القادم للبلاد في الانتخابات الفيدرالية المقرر لها 23 فبراير الجاري.
ما نعرفه عن فريدريش ميرز
ينتمي فريدريش ميرز إلى الحزب الديمقراطي المسيحي، الذي كانت تقوده أنجيلا ميركل.
ترشح “ميرز” لزعامة الحزب بعد قرار “ميركل” بترك المنصب في عام 2021، ونجح في أن يحلّ محلّها عام 2022.
ويقترب “ميرز” من تولي منصب المستشار الألماني بعد انهيار الائتلاف الحاكم في ألمانيا في نوفمبر الماضي، والذي كان يتألف من الحزب الديمقراطي الاجتماعي والحزب الديمقراطي الحر والخضر.
ويتعهد “ميرز” بإنعاش الاقتصاد الألماني الكبير بعد سنوات من الركود غير المعهود، واتخاذ إجراءات صارمة ضد الهجرة، وخفض الضرائب.
كان ميرز، الذي حظي بتأييد الفصيل اليميني الأكثر تقليدية داخل حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، قد خسر أمام ميركل في مسابقة زعامة الحزب في عام 2000.
عمل فريدريش ميرز محاميًا ومستشارًا أول في شركة المحاماة الدولية ماير براون، إلى جانب مناصب أخرى، وقد جعلته هذه المشاريع من أصحاب الملايين، وفقًا لصحيفة “هاندلسبلات” الألمانية.
يعتقد ناخبون كثر في ألمانيا أن نشاط “ميرز” في عالم الأعمال يجعله قادرًا على إصلاح أكبر اقتصاد في أوروبا، والذي انكمش للعام الثاني على التوالي في عام 2024.
يرغب “ميرز” في إبعاد نفسه عن إرث “ميركل”، حيث سعى إلى دفع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي إلى اليمين أكثر مما كان عليه في عهد الأخيرة.
ركزت حملة “ميرز” الانتخابية لمنصب المستشارية إلى حد كبير على قضايا أساسية مثل تخفيضات الضرائب، وإلغاء القيود التنظيمية، والحوافز للعمل.
ويقود ميرز نهجَا صارمًا بشأن الهجرة، ويرى أن الحد من الهجرة غير الشرعية إلى ألمانيا هي المهمة الأكثر إلحاحًا، كما دعا إلى رفض طالبي اللجوء القادمين من دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي على الحدود البرية لألمانيا.
انتقد فريدريش ميرز مزايا الرعاية الاجتماعية الليبرالية، وقال لصحيفة “الإيكونوميست” إنه يريد تجنب “دفع أجور للأشخاص غير الراغبين في العمل”.
ويدعم ميرز وحزبه الديمقراطي المسيحي استمرار المساعدات العسكرية الألمانية للاحتلال الإسرائيلي في خضم حربها في غزة، كما يؤيدان حل الدولتين باعتباره الهدف الطويل الأجل.
وفي مناظرة تلفزيونية مع المستشار أولاف شولتز في وقت سابق من هذا الشهر، أعرب “ميرز” عن قلقه إزاء اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالسيطرة على غزة.
ويؤيد “ميرز” تسليم صواريخ “كروز” طويلة المدى من طراز “توروس” إلى أوكرانيا، وهو الأمر الذي رفضته حكومة “شولتز” خوفًا من جر ألمانيا إلى الصراع.
وفي أوقات فراغه، يعمل “ميرز” كطيار هاوٍ، وأحيانًا يطير بطائرته الخاصة.
من الجدير بالذكر أن “ميرز” ولد عام 1955 لعائلة كاثوليكية في بلدة بريلون في وسط ألمانيا، وانضم إلى جناح الشباب في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وهو لا يزال في المدرسة، ودخل عالم السياسة عام 1989، عندما انتُخِب عضوًا في البرلمان الأوروبي في سن الثالثة والثلاثين.