حدد حزب الله اللبناني يوم 23 فبراير الجاري موعدًا لتشييع جثمان الأمين العام السابق، حسن نصر الله، بحسب ما أعلنه الأمين العام للجماعة اللبنانية، نعيم قاسم.
كان نصر الله اُغتيل في غارة جوية إسرائيلية على بيروت نهاية سبتمبر الماضي، لتُنهي 30 عامًا من قيادته لحزب الله الذي يتخذ من جنوب لبنان مقرًا له. ومن المقرر أيضًا أن يتم تشييع جثمان هاشم صفي الدين في نفس اليوم، وهو الشخص الذي كان يُنظر له على أنه الخليفة المحتمل لحسن نصر الله.
وأشار قاسم خلال خطاب تليفزيوني أمس الأحد، أن صفي الدين تم انتخابه بالفعل لتولي منصب الأمين العام للحزب. مؤكدًا أن التشييع يأتي في هذا التوقيت نظرًا لصعوبة الظروف التي أحاطت بعملية اغتيال نصر الله وعدم تمكنهم من إجراء المراسم الرسمية للتشييع الفوري. موضحًا أنه سيتم دفن جثمان حسن نصر الله في أرض على طرق المطار، قيما سيتم دفن هاشم صفي الدين في بلدته.
اغتيال حسن نصر الله
قتل زعيم حزب الله، حسن نصر الله، في سلسلة من الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، نفذتها قوات الاحتلال في سبتمبر الماضي، وذلك عن طريق استهداف مقرّ لحزب الله تحت الأرض في بيروت، وهو ما أكدته الجماعة اللبنانية وقتها. وظل خبر الاغتيال غير مؤكد لعدة ساعات حتى أعلنت الجماعة اللبنانسية رسميًا مقتل قائدها.
ولد حسن نصر الله عام 1960، ونشأ في حي برج حمود شرقي بيروت، حيث كان والده عبد الكريم يدير متجراً صغيرًا للخضروات، وكان هو الأكبر بين تسعة أبناء. انضم إلى حركة أمل، وهي جماعة مسلحة شيعية آنذاك، بعد انزلاق لبنان إلى الحرب الأهلية في عام 1975.
وبعد فترة قصيرة قضاها في مدينة النجف بالعراق لحضور مدرسة شيعية، انضم مرة أخرى إلى حركة أمل في لبنان قبل أن ينشق هو وآخرون عن المجموعة في عام 1982، بعد وقت قصير من غزو الاحتلال للبنان ردًا على هجمات المسلحين الفلسطينيين.
في عام 1985، أعلن حزب الله عن تأسيسه رسميا من خلال نشر “رسالة مفتوحة” حددت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي باعتبارهما أعداء رئيسيين، ودعت إلى “محو” الكيان المحتل. وواصل نصر الله تدرجه في صفوف حزب الله مع نمو المنظمة، وقال إنه بعد أن خدم كمقاتل أصبح مديرا لها في بعلبك، ثم في منطقة البقاع بأكملها، ثم في بيروت.
أصبح نصر الله زعيمًا لحزب الله في عام 1992 وعمره 32 عامًا، بعد اغتيال سلفه عباس الموسوي في غارة جوية إسرائيلية. وقاد حسن نصر الله حزب الله في أكثر من حرب مع الاحتلال، واستطاع فرض أمر واقع بتواجد قواته قرب حدود مستوطنات شمال الأراضي المحتلة.
اغتيال هاشم صفي الدين
قُتل صفي الدين في غارة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت في سبتمبر الماضي، وبحسب المعلومات التي جرى تداولها وقتها فإن صفي الدين لم يمت مباشرة ولكنه ظل متحصنًا تحت المباني لعدة أيام وتوفى بسبب الاختناق، وهو سيناريو مرجح أيضًا في حالة نصر الله، خصوصًا وأنه أجسامهم لم يكن بها أي جروح.
ولد “صفي الدين” عام 1964 في بلدة دير قانون النهر، في الجنوب اللبناني، وفي الثمانينات، سافر إلى مدينة قم بإيران، مع قريبه حسن نصر الله، للدراسة الدينية. وفي عام 1994، عين نصر الله صفي الدين رئيسًا لمنطقة بيروت التابعة لحزب الله. ويشرف “صفي الدين” على على الشؤون السياسية لحزب الله وله مقعد في مجلس الجهاد التابع للجماعة. وقبل 16 عاما، تداولت وسائل إعلام إيرانية وعبرية، خبر اختيار صفي الدين ليكون رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، و”خليفة” للأمين العام لحزب الله.
و”صفي الدين” هو ابن عم “نصر الله”، ويشبهه في أنه رجل دين يرتدي العمامة السوداء التي تشير إلى النسب من النبي محمد صلى الله عليه وسلم لدى الجماعة. صنفت وزارة الخارجية الأمريكية “صفي الدين” إرهابيًا في عام 2017، وفي يونيو الماضي هدد بتصعيد كبير ضد إسرائيل بعد مقتل قائد آخر في حزب الله، وقال في الجنازة “فليجهز العدو نفسه للبكاء والنحيب”.
اقرأ أيضًا: حسن نصر الله.. لمحة عن الحياة السريّة لقائد حزب الله