شهدت العقود الأخيرة تغيرًا جذريًا في أنماط الإصابة بسرطان القولون، إذ أظهرت دراسة حديثة أن معدلات الإصابة بهذا المرض بين الشباب قد ارتفعت بنسبة تتجاوز 20% منذ عام 1995.
وتشكل هذه الزيادة المفاجئة، التي طالت الفئات العمرية الأصغر تحت سن 35 عامًا، لغزًا محيرًا للأطباء والعلماء الذين يحاولون تفسير هذه الظاهرة التي كانت تقتصر في السابق على كبار السن.
ووفقًا لجمعية السرطان الأمريكية، أُصيب 20% من المرضى المشخصين بسرطان القولون والمستقيم في عام 2019 وهم دون سن 55 عامًا، وهي نسبة تفوق بكثير ما كان مسجّلًا في منتصف التسعينيات.
وكشفت الدراسة الحديثة، التي نُشرت في مجلة «نيوبلاسيا»، عن ثلاثة عوامل رئيسية ترتبط بزيادة المخاطر بين الشباب: أولًا، نقص الكالسيوم في النظام الغذائي الذي كان مسؤولًا عن وفاة واحدة من بين كل خمس حالات بين الشباب، واستهلاك الكحول الذي يُعد عاملًا رئيسيًا في زيادة نسب الإصابة، والسمنة التي تضاعف احتمالات الإصابة.
وتقول الدكتورة «كورال أولازاجاستي» من مركز «سلفستر» للسرطان بجامعة ميامي، إنه «كان يُعتقد سابقًا أن السرطان مرضٌ يخص كبار السن، لكن الآن نحن نشهد انتشارًا متزايدًا بين الشباب، وهو أمر صادم ومقلق».
وتشير الأبحاث إلى أن العوامل البيئية والغذائية، مثل انتشار الأطعمة فائقة التصنيع وانخفاض مستويات النشاط البدني، قد تلعب دورًا مهمًا، على الرغم من عدم وجود دليل قاطع حتى الآن يربط هذه العوامل بشكل مباشر مع ارتفاع الإصابات.
ما أعراض سرطان القولون؟
تشمل أعراض سرطان القولون:
-
نزيفًا مستقيميًا
-
آلامًا في البطن
-
تغيّرًا في عادات الإخراج
-
دمًا في البراز
-
فقدانًا ملحوظًا في الوزن.
ورغم أن هذه الأعراض قد تكون مرتبطة بحالات أقل خطورة مثل البواسير أو الشقوق الشرجية، يؤكد الأطباء أهمية عدم تجاهلها وزيارة الطبيب فورًا.
ما أهمية الكشف المبكر عن السرطان؟
تظهر أهمية الكشف المبكر في معدلات البقاء على قيد الحياة، حيث ترتفع النسب بشكل كبير عندما يتم تشخيص المرض في مراحله الأولى.
وتكمن المشكلة في أن كثيرًا من الشباب لا يُنصحون بالخضوع لفحوصات روتينية إلا بعد تجاوز سن 45 عامًا، ما يؤدي إلى تشخيص الحالات في مراحل متقدمة يصعب علاجها.
ويؤكد العلماء ضرورة تعزيز التوعية لدى الأجيال الشابة حول أهمية اتباع نظام غذائي صحي غني بالكالسيوم، والحد من استهلاك الكحول، والعمل على الوقاية من السمنة عبر ممارسة الرياضة وتجنب الأطعمة المُصنَّعة.
كما يشددون على أهمية إعادة النظر في توصيات الفحص المبكر، لتشمل فئات عمرية أصغر بسبب التغير الواضح في أنماط الإصابة.